خاص بنفحات القلم
منيرة أحمد
ينتمي لجذور تعرف كيف تنبت العطاء بلا حدود ….. ابن قامة روت بدمها سنديانة وفاء وعطاء وارتقت نجما نستضيئ به .
تمنى الشهادة وهو يقارع الظلاميين … بذل من الدم ما أزهر يا سمينا , لم تثنه إصابته عن حمل سلاح لا يقل عن سلاح الميدان , رفع لواء العلم . انتصر لإرادة الحياة .ناصع كالنقاء .. شامخ ك قاسيون ..شامخ فهو سوري الانتماء ….
لا يحق لي الإبحار أكثر في الحديث عنه فلغتي أعجز من أن تصل قامته , له في كل ميدان انتصار .
إنه بطل الميدانين ميدان بطل من أبطال جيشنا المقدس وقامة علمية :
علي بدور بن الشهيد يعقوب علي بدور مواليد 1987
حائز على إجازة في هندسة التصميم الميكانيكي وعلم المواد – ماجستير في علم هندسة المواد
والدي الشهيد يعقوب بدور مواليد 1964استشهد بتاريخ 11/1/2012
تعرضت لإصابه أثناء تنفيذ كمين للمسلحين في جبال الزبداني في يوم الذكرى السنوية لاستشهاد والدي 11/1/2016
والدتي نزيهة علي ربة منزل ومربية عظيمة أسست رجالا يساهمون في بناء الوطن ومازالت تؤسس وتربي بنفس الثبات واكثر
يتابع البطل الاستاذ علي الحديث :
وصف الحادثه:
أثناء تنفيذ الكمين تعرضت لانفجار وشظايا أصابت كل جسدي ، فكانت الإصابه بليغه في حين الحمدلله لم يصب أحد غيري من رفاق السلاح
أما الإصابة كما يراها :
ماتعنيه الإصابه لي:
جزء يسير من واجب أوجبته الروح لأرواح من سبقوا من شهداء قديسين وكنت أتمنى أن أعطي أكثر ولو احتسبني الله شهيدا في سبيل حفظ مسيرة عطاءات لتراب تقدس بدماء الشهداء عند الله والشهداء الاحياء فهذا الصون الحقيقي لتضحياتهم والتقدير الأحق لهم ولكرامتهم عند الله والوطن.
وصف الإصابه : قطع الشريان الفخذي الأيمن تم إجراء وصلة صافن مقلوبة له و وقطع الوريد السطحي
إصابة عصب ناصف أيسر في معصم اليد وشظايا متفرقه في الجسم.
مراحل الدراسة :
بدأت بدراسة الماجستير في عام 2011 وقد أنجزت السنة الدراسية بتميز الأول على دفعتي ،بعدها تم الموافقة على عنوان بحثي العلمي لأباشر بأطروحة الماجستير والبحث العلمي ومع البدء بالبحث العلمي بدأت الحمله الشعواء على الوطن الغالي، فقررت إيقاف الدراسة والالتحاق بصفوف الجيش كضابط مجند ولكن استشهاد والدي في عام 2012 كان إرادة إلهيه سبقت كل ما خططت له وتركت لي أمانة الحفاظ على بيت وأخوة صغار وأم صحتها ضعيفه بسبب الصدمة جعلني أتراجع عن قراري والتزم تجاه تربية وتأسيس أخوتي دون ان يمنعني من حمل السلاح ليلا لحماية المنطقه التي أقطن بها كونها كانت عرضه للخطر حينها ، تابعت خلالها بخطى بطيئة دراساتي بسبب الحصار المتزايد والمعوقات المادية ، حتى نهاية عام 2013 حيث وصل الوضع الاستراتيجي لأسوأ حال فوجدت أن حمل السلاح على الجبهات المتوترة أمرا بات مفروضا ، أوقفت تأجيلي ودراساتي والتحقت بصفوف الجيش حفاظا على الكرامة والأهل والعرض ولقد حاولت جاهدا متابعة أبحاثي ضمن دراستي وأنا على الجبهات وكثيرا ما اصطحبت حاسوبي المحمول إلى حيث أحمل بندقيتي في نقاط متقدمه أقاتل عدوي وجها لوجه وحاسوبي بجانبي أستغل كل فرصه لأعمل عليه فتخلدت في سطورها ذكريات قصص أسطورية وتعبقت بدما شهداء أجلاء وحكايات تقشعر لها الأبدان وتحاكيها قدسية الأرواح .
ومابعد الإصابة حكاية انتصار أخرى :
لم تنتهي المسيرة فالإصابه والعجز الذي بلغ أربعين بالمئه هو تشخيص طبي وليس عجزا ، بل واجبي الاستمرار بما أستطيع له سبيلا، ولقد وجدت أن لامبرر لي يمنعني من التقدم بقوة في هذا المجال بعد إصابتي وتابعت وأنا في فراشي ومن الأيام الأولى بعد إصابتي وتحت العلاج حتى كلل الله جهودي بالتوفيق وفاء لروح والدي الشهيد ولأرواح الشهداء جمعا وللوطن الغالي لأحصل على تقدير جيد جيدا في الماجستير وأفتح بابا جديدا لإتمام مسيرة العلم طريقا مهما في بناء الوطن والحفاظ على تضحيات رجال الله ورفاق السلاح وشهداءنا الأبرار.
من جهة أخرى فقد عدت حديثا لعملي في جامعة دمشق ليكون الالتزام به والمصداقية والضميرية في إنجازه ومحاربة الخلل والمخلين والمفسدين بابا آخر ووجها أمثل للحفاظ على ما أورثنا إياه شهداؤنا قديسونا ضمانة نصرنا ورفعة مكانتنا المكرمون من الله المكرمون لنا .
كانت التحديات كبيرة جدا والصعوبات جمة وعديدة بين مسؤولية بيت وأهل وخوض المعارك على الجبهات والمرض والعلاج ،بين من حاولوا إفشالي ومن حاول الوقوف بوجه هذا النجاح ،ومن وقف بجانبي وساندني بكل قوة .
لكن لقوة الإرادة والإيمان والصبر النصر في أي جولة يحملها صاحبها .
هل نختم ام أنه كتاب مفتوح سيطلعنا صاحبه المبدع علي بدور على سطور متتالية من نجاحات ننتظرها ,فالإرادة تصنع المعجزات … وهذا إيمانه ومعها وصل واجتاز الصعوبات , وانتصر على العقبات وكان من حقه علينا ان نقدم له مادتنا هدية متواضعة عسانا نهتدي وبه نقتدي .
مباركة جهوده … مبارك لوطن عرف كيف ينبت في الزمان أبطالا في كل ساح
.