يجد القائمون على قطاع الصناعات التقليدية في الجزائر انفسهم في حرج كبير ، جراء اختفاء بعض الحرف القديمة فجأة ، بسبب فقدان العنصر البشري المسن ، أو بسبب هجرة السكان من الأرياف الى المدن الكبرى ، تاركين وراءهم ارث لا يقدر بثمن ، كان في وقت مضى رزق العديد من العائلات ، خاصة ابان تواجد الاستعمار الفرنسي بالجرائر ونهبه لثروات البلاد ، اذ لم يترك للأهالي سوى قمم الجبال الوعرة والأدغال ، ما جعلهم يلجئون لهذه الحرف لخلق نشاطات اقتصادية مربحة ، ومن بين ما كان يعرض في الأسواق بكثرة ، الصناعات اليدوية التي كانت مزدهرة جدا ، لها روادها ومحترفيها من كل الفئات والأعمار ، لعلى أشهر الحرف ما تحمله هذه الصورة ، اشغال بنبات الحلفاء التي تتواجد في مختلف مناطق الجزائر بكثرة ، من الشرق الى الغرب ، في الجبال والسهوب على مساحات لا تعد ولا تحصى ، منها تصنع أفرشة ومعدات النقل والسفر. تراجع هذه الحرف يطرح اكثر من سؤال في كيفية اعادتها للحياة مرة أخرى ، وبعثها من جديد ، خاصة وأنها غير مكلفة واقتصادية ، بإمكانها العودة للحياة ثانية ، عبر برامج خاصة ما دامت مادتها الأولية وطنية ولا تحتاج لعملة أجنبية ، عكس ما هو متداول حاليا في السوق الجزائرية من حرف تلزم الدولة على دفع ملايين الدولارات لجلبها المادة الأولية من خارج الوطن … وحرف أخرى يجمع المختصون على أنها لا صلة لها بمجتمعنا ، جاءت في فترات مضت عن طريق بعثات طلابية ، أو عن طريق مستعمرات مرت من هنا ، منها ما هو من الفترة العثمانية ، وبالمقابل تبقى النشاطات المحلية المرتبطة اساسا بالمناطق القروية والجبلية ، خارج الاهتمام وتبدوا من غير اهمية .