أجرى اللقاء : محمد عبد الكريم يوسف
تصوير: سوسن علي عبود
كيف تعرفنا الآنسة المميزة رزان على نفسها بما يشبه لوحة حياة ؟
أنا من مواليد مدينة الثورة عام 1973 ، نشأت وترعرعت في مدارسها في المرحلتين الإعدادية والثانوية وحصلت على معهد إعداد المعلمين في محافظة الرقة في عام 1996 حيث بدأت التدريس في مدارس مدينة الثورة حتى عام 2012 فانتقلت إلى محافظة اللاذقية بسبب الحرب على سورية . حاليا أزاول مهنة التدريس في ريف اللاذقية
لماذا اخترت التعليم مهنة ومنهج في الحياة ؟
اخترت مهنة التعليم لأنها مميزة ولها آفاق لا حدود لها لمن يفهم معنى التربية والحب .
ماذا عن علاقة الحب بالتربية ؟
نحن نتعامل مع أطفال صغار يأتون من بيئات مختلفة وكل واحد منهم قادم من جو بيتي معين وأكثر ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة الحب والتربية .وحين نعامله بحب ومشاعر صادقة سيكون ناجحا عل مبدأ تربوي يقول " إن أحبّك طفلٌ أبدعْ"
ما موقفك من العنف في الصف؟ هل تؤيدين القسوة في الصف؟
أؤمن بالكلمة الطيبة والحنان مع قليل من الحزم والحزم ليس باستخدام " الضرب" أو " التوبيخ" أو "التعنيف اللفظي" أو "غير اللفظي " أنا أؤمن " بالحب الحازم". قد أروي حكاية تبين الخطأ والصواب . وقد أقوم بتمثيلية صغيرة تؤدي إلى الاعتذار وأؤكد أن الاعتذار عن الخطأ هو الصواب ويكسبنا أصدقاء نحبهم ونحترمهم للأبد.
كيف تعالجين مشكلة الكذب عند الأطفال؟ الجدل أم العقوبة المباشرة أم..؟
لا تجادل طفلا. للجدل آداب . يجب أن لا أجادله بل أنير طريقه بأساليب شتى كأن أروي له حكاية توضح معنى الكذب وكتبنا المدرسية مليئة بالحكايات الموجهة التي توضح خطورة الكذب وروعة الصدق . علينا أن ننمي مشاعر الصدق و المحبة والانسجام.
لدينا أطفال خجولين ومترددين . كيف نعزز لديهم الثقة بالنفس؟
الثناء ضروري جدا وخاصة لمن مستواهم أدنى من مستوى باقي التلاميذ . علينا أن لا نشعرهم بهذا دائما وعلينا أن نساعدهم في تمكين أنفسهم وإخراج ما في داخلهم لنصل إلى أفضل النتائج ومن خلال التحفيز وتكرار المحاولة نعزز لدى الطفل ثقته بنفسه.
كيف نتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
إن وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصف لا يمثل بالنسبة لي أي فرق فهو طفل كغيره من الأطفال . شخصيا أنا لا أؤيد فكرة المعاملة الخاصة والاستثنائية لذوي الاحتياجات الخاصة . قليل من الدعم والاهتمام غير المباشر والثناء الطبيعي يعزز على الطفل الثقة بالنفس سواء كان طبيعيا أم من ذوي الاحتياجات الخاصة . نحن قادرون على التعلم الطبيعي وحالة غير طبيعية كالمرض مثلا لا تقلل من أهمية الشخص وقدرته وتحفيز إمكانية الإبداع لديه .
ما أهمية الاستماع والإنصات للطفل؟
إن الاستماع للطفل يخلق لدى الطفل الثقة بالنفس وبأن صوته مسموع وهو على قدر من الأهمية وهذا يطور لديه المهارات التعليمية والنطقية ومهارات التواصل الفعال .
·
ما الطرق التي تتبعينها في الصف؟
تعلمنا الطرق والأساليب الأكاديمية في الجامعة . أما في الصف فالمعلمة هي الملكة . يمكنها أن تنطق بصفها الدراسي وفق ميول التلاميذ واتجاهاتهم الفكرية . اللغة وسيلة تواصل بين المعلمة والتلاميذ ويجب أن تكون هذه اللغة على مستوى من الرقي حتى تحقق الفعالية . المناهج الجديدة تنمي تقنيات التعليم البوليتكنيكي أي أن على الطالب أن يشارك في صناعة الدرس وتطويره وتركز على أن الطفل هو محو العملية التعليمية وأساسها وعليه أن يشارك في صناعة المادة الدرسية عبر المشاركة بالمعلومة واستخدام الإنترنت والصورة والتفاعل مع الزملاء والأقران وعلى المعلم أن يكون قائدا ومديرا للعملية التعليمية . نحن نصنع الدرس ونصنع القاعة الدرسية ونشارك في مجلة الحائط ونصنع اللوحات الفنية والتعليمية ونطور المهارات .
ما حكاية الصف الأنيق ودفتر التحضير المميز ؟
تبدأ الحكاية منذ اليوم الأول الذي دخلت فيها التعليم وتنطلق من قناعتي المطلقة بأهمية اللون الجميل الذي يؤثر على عقل التلاميذ . الألوان والزخارف لغة غير منطوقة نخاطب بها عقل التلميذ . لذلك كنت أشارك تلاميذي في كل النشاطات الصفية ومجلات الحائط وأنفذ معهم بيدي كل النشاطات الصفية واللاصفية عملا بالمقولة الصينية الرائعة التي تقول :
أخبرني وأنا أعدك بأنني سأنسي
أرني وأنا أعدك بأنني سأتذكر
شاركني وأنا أعدك بأنني سأتعلم
المشاركة والتفاعل أساس النجاح في العملية التعليمية . هناك فرق بين المعلم الملقن بطريقة الإغريق والمعلم المدير والمعلم القائد . أحيانا يحتاج المعلم أن يكون مديرا في الصف وأحيانا يحتاج أن يكون قائدا وأحيانا يمزج المهارتين الإدارة والقيادة حسب الحال.
يجب أن يكون صفي نظيفا مرتبا مزخرفا حالما وأنيقا . وهو يعكس شخصيتي وشخصية تلاميذي ودفتر تحضيري يجب أن يكون مميزا ومزخرفا بيدي لأنني اخترت التعليم بمحبة وأدافع عنه بمحبة …أؤمن أن الحياة محبة .
نشكرك على كل ما تقدمين من اهتمام .