قد يتبادر إلى أذهان البعض منا أن المنظمات التي تعمل في الإغاثة واللجوء وغير ذلك أنها الجهات المساعدة في فترة الأزمة وأنها تقوم ببرامجها الترميمية لنفسياتنا للتخفيف من قسوة المعاناة وشدة الضائقات ومرارة العوز ، وأنا ( رغم بساطتي ) كنت أرى فيها الشيء ذاته .. لكنه لم يخطر على بالي أن تصبح المنظمات الإنسانية منظمات حيوانية ( غير آسف على التعبير ) وتمارس حقها المصطنع في الدجل والعهر الإنساني .
لقد أصبحت الأزمة مطية المنتفعين وموجة المتخاذلين ، ركبها من ركب . (وما من شيء مركوب سوى الشعب ؟!) وأسرجوا لها الغالي والنفيس وشدوا عنانها أراذل الناس الذين تولوا أمورنا الإنسانية ولم يتقوا الله فينا وبأنفسهم. وأصبحت المنظمات أقرب ما تكون إلى السمسرة والمداهنة والاستثمار الآمن لجيوب موظفيها وأبعد ما تكون عن الإغاثة والمعونات والايواء والتعليم وبرامج التطوير والصحة والاطفال … و..و..و حتى ظهرت مجالات أكثر إبداعا في فن الكذب كتأمين سبل العيش والدعم النفسي والتأهيل .. وأصبح موظفو المنظمات أشبه بالمقاولين، يدافعون ويستميتون في تلميع صور منظماتهم وهم بالكاد يحاولون إخفاء سوءاتهم. وما خفي عن طرق التوظيف وخفايا المشاريع فيها فهي أكبر وأمر …
منظمات؟ هيييييييي منظمااااات !!!! ردوا علينا يا معودين ؟
القامشلي – ياسر شوحان