الجزائرية جميلة فلاح :
من امرأة ماكثة في البيت … إلى كتابة وجامعة للتراث الجزائري
استطعت جميلةفلاح كسر هاجس الصمت في مجتمع محافظ ، تمرد قلمها في سن مبكرة ، فطرقت أبواب الكتابة والتأليف بأسلوبها الخاص وهي على مقاعد الدراسة ، جمعت كم هائل من التراث الشفوي لمنطقة الأوراس وترجمته إلى مؤلفات تفيد القاريء ، كان أول إصدار لها أحاجي وأمثال شعبية ، ومجموعة من قصص مضرب المثل ، يليها كتاب حكايات من التراث الشعبي الأوراسي ، بعدها مجموعة أهازيج كانت تؤديها المرأة الأوراسية في الأفراح والمناسبات ، و أخر إصدار لها هو كتاب يخص المطرب المرحوم علي الخنشلي ،كما أنها تعد حصصا ثقافية باستمرار منذ سنوات بإذاعة خنشلة ، وناشطة مدافعة عن حقوق المرأة ، ورئيسة جمعية جواهر خنشلة ، كل هذا النشاط جعل منها نموذجا ناجحا لحواء الجزائرية ، اغتنمنا فرصة لقائنا بها في إحدى التظاهرات الثقافية بالمنطقة ، وأجرينا معها الحوار التالي :
السؤال 1 : جميلة فلاح امرأة ماكثة في البيت ، أصدرت أربعة كتب حول تراث الأوراس ، وأيضا رئيسة جمعية جواهر خنشلة ، ومنتجة إذاعية ، هل لكل هذا الانجاز استعداد مسبق ، أم مجرد اهتمام حاءت فرصته ؟
لما تظهر بوادر الإبداع عند شخص ما منذ صغره، بإمكانه أن يجسد ذلك لاحقا ، بمحاولات لا ترقى إلى مستوى الكتابة ، وتنموا الفكرة وتتطور كلما تقدم العمر إلى أن يدرك محبة وقناعة الوسط الذي يعيش فيه والتفافه حوله، عندئذ يوجب عليه خدمتهم من زاوية مختلفة في الحياة ، هذا ما أشعر به تماما ، مع أني من وسط محافظ وقف حجرة عثرة في طريق مشواري الدراسي ، إلا أني وصلت إلى ما أصبو إليه ، وهو نشر كتاباتي في مجال التراث الشفوي لمنطقة الأوراس ،الذي كان من اهتماماتي يوم أن كنت على مقاعد الدراسة ، كما أنتجت حصصا ثقافية في اذاعة خنشلة ، وقبلها في إذاعة باتنة وأم البواقي ، كنت أنتقل الى باتنة والى أم البواقي أسبوعيا ، وفي نفس الوقت أترأس جمعية جواهر خنشلة ، وأوزع الوقت المتبقي بين متطلبات البيت والأولاد وجمع التراث ، لتبقى الكتابة كلها مؤجلة لساعات متأخرة من الليل أين ينام الجميع وأشعر بهدوء تام وتركيز محكم ، أشرع في ممارسة طقوس الكتابة بخشوع وإجلال .
السؤال 2 : أربعة عناوين تم اصدارها ، هل تنوي جميلة إكمال المسيرة ام هناك توجه أخر ؟
إصداراتي كلها جمع وتصنيف وتدوين للتراث اللامادي بمنطقة الأوراس ، أول إصدار لي أحاجيات وأمثال شعبية ومجموعة قصص مضرب المثل ، يليها كتاب حكايات من التراث الشعبي الأوراسي، بعدها مجموعة أهازيج كانت تؤديها المرأة الاوراسية في الأفراح والمناسبات ، و أخر إصدار هو كتاب يخص المطرب المرحوم علي الخنشلي ، وأظن أن مهمة جمع التراث الشعبي اللامادي لم تكتمل بعد ، فالمنطقة جد غنية بهده المادة التي تحتاج الى تدوين وتوثيق حتى لاتتصحر يبقى العائق الوحيد هو النشر الذي يقف حجرة عثرة في طريق الكتابة بمنطقة الأوراس .
السؤال 3 : كيف تنظر الكاتبة جميلة فلاح الى المرأة الأوراسية ، في ظل وجود حراك بطيء، خاصة وأنت ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة ؟
المرأة الأوراسية خرجت من قوقعتها لتبرهن للكل أنها موجودة بشجاعتها وطموحها وأفكارها ، التي ستخدم الوطن لا محالة وفي ظل المكاسب التي تحصلت عليها المرأة الجزائرية بصفة عامة ، سواء في المجال الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي ، بإمكان المرأة الأوراسية أن تصل إلى القمة إن هي ناضلت وثابرت واجتهدت لتبرهن أنها من سلالة المرأة المكافحة ، التي ضحت بالنفس والنفيس إبان الثورة التحريرية لتبزغ شمس الحرية
مكتب الجزائر – عيسى بوذراع