( إهداء الى حبيبتي حلب )
رأيتها مستلقيةً على السريرْ
يأمرونَها أن تنزعَ سروالَها
تداعبُ مفاتِنَها
والناظرُ اليها
يجلسُ على أريكةٍ
وعلى رأسهِ
تاجُ أميرْ
رأيتُها تبيعُ أَحَدَ ثدييها
لتملأَ الآخرَ حٌلُماً
يدغدغُ بطنَ رضيعِها
يعيدُ اليه البسمةَ
يحبسُ بين فكيه الحَلْمَةَ
ينامُ والعينُ
قريرْ
رأيتُ أصابعَ تغدرُ بها
تطبخُ على ظهرها خرائطَ زقومٍ
تفوحُ منها رائحةُ بومٍ
يقنصُ بمخالبهِ عُمُراً أحلى
والى المجهولِ
يرفرفُ بجَناحيه
ويطيرْ
رأيتها تُعانقُ عدوتَها
قرينةُ شيطانٍ تحاصرُها
تفضُّ في وضحِ النهارِ بكارتَها
وعلى سيلِ دمائِها ترقص
وهي تستجيرْ
رأيتها على قارعةِ الطريقِ
تبكي ابنتَها
رصاصةُ قناصٍ افترسَتْها
أو قذيفةُ غدرٍ سرقَتْها
تحصدُ الأرواحَ أثماناً
لحورياتٍ في الجنة
يلبسنَّ الديباجَ
والحرير
رأيتها تذبحُ قطتها
تسلخُ جلدها
تشويها
ومن جوعٍ كافرٍ
تأكلها
وتزعمُ انها حفظتها
من قهرٍ يلفحها
مريرْ
رأيتها تتمخضُ فتلدُ حُلُماً
تُعاشره وتحمل منه
لتنجب رجلاً
يحميها ويسعدها
وكان لها خيرَ
نصيرْ
رأيتها تحملُ أسفاراً
على ظهرها تعلو أمتاراً
تسيرُ ودموعها أنهاراً
تُديرُ وجهها للصورة
ابتسمي
لاتُظهري أنكِ مقهورةْ
ابتسمي
تزيني بملامحَ مسرورةْ
ابتسمي
واجعلي من حزنكِ أفراحاً
ينشرُ حولَه
العبيرْ
لملمت جراحها
ومن خوفها
ابتسمتْ
مسحت دموعها بمنديلٍ
مشوهٍ بدماءِ طهارتها
ورقصتْ
أزهلت العالمَ بروعتها
وغنتْ
أنا الكبيرةُ والعالمُ من حولي
صغيرْ
أنا الكبيرةُ والعالمُ من حولي
صغيرْ
صغيرْ
صغيرْ
د . جهاد صباهي