كتب المهندس الباحث : عبد الله أحمد
بين الجنون والعبقرية
يعرف الجنون بإنه عدم القدرة على السيطرة على العقل أو هو مجموعة من السلوكيات الشاذة التي تميز أنماط من السلوك الشاذ التى يقوم بها الاشخاص بدون وعى وادراك تؤدي إلى انتهاك المعايير الاجتماعية مما يجعل هولاء يشكلون خطرا على أنفسهم أو الآخرين
على العكس فإن معظم العباقرة كانوا غريبي الأطوار لدرجة الاعتقاد بوجود علاقة بين الجنون والعبقرية.. والعبقرية نفسها نوع من الجنون الفريد لأنها تحمل نوعاً مختلفاً من التفكير والتصور الذي ينعكس ايجايبا وبشكل ثوري على المجتمعات في بعض الاحيان
بين هذا وذاك تكمن المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع والتي تسمى الضمير او الوعي الجمعي .
والميزان واضح كلما زادت نسبة الجنون بشكل ملحوظ وقلة نسبة العبقرية في المجتمع يصبح الوعي الجمعي في حالة ضمور ، والعكس صحيح ، فعند يميل الميزان الى الحلول العبقرية تقل نسبة الجنون ويصبح الوعي الجمعي الموحد للمجتمع أقوى مشكلا دافعا للمجتمع للتقدم والازدهار .
اين العرب من ذلك ؟لماذا كل هذا الجنون ؟
قد يجادل البعض بإننا ضحية وبإن الغرب الطامع فينا هو سبب لما نحن فيه ! وهذا صحيح إذا تكلمنا عن أجزاء من الحقيقة ..فالحرب فساد وجنون ..الا أن الحرب في دروس العبقرية هي شرارة لايقاظ الوعي ..الوعي الجمعي ..وهي فرصة لانتاج تصورات وحلول عبقرية ..
الحرب على سورية أرادها الغرب أن تكون سببا لتعيم الجنون في الشرق …إلا أننا في طريق الانتصار بالتصور والسلوك والتفكير …ويبقى أن نزيل السلوكيات الشاذة التي تقف عائقا بوجه الوعي الجمعي ..
العبقرية ..تعني حلول ذكية وخلاقة هدفها الانسان …والعبقرية تعني القضاء على الجنون بإشكاله المتعددة من فساد وظلم وجشع وابتزاز وثرثرة اعلامية ..العبقرية تعني اجراءات ذكية تضمن العدالة والفرص والانتاج ..
العبقرية والحلول الذكية تعني بناء وعي جمعي وطني لمواجهه ما يحضره الغرب في هذه المرحلة الحساسة ..و لا يوجد شيء اسمه بطاقات ذكية …فالذكاء دائما للحلول التي ترتقي بالشعوب الى الامام ..
سورية درة الشرق …عبقرية الزمان والمكان ..ستبقى مزدهرة وشامخة بعبقرية الانسان المبدع