صبَّحتِ عليَّ ففاضَ العطرُ النُّورانيُ
وهبَّت في النَّفسِ هُماماتْ
يا بالغة اللطفِ
تكَرَّمتِ
فأوقدتِ قناديلَ الحرفِ أحاسيساً
تترا بالودِّ وبالشُّكر زرافات
فالنَّهرُ الدافقُ من نبع الوُدِّ
بإيقاعِ الدهشةِ والحبِّ
مقامٌ قُدسيُّ النَّفحاتْ
تستاف النفسُ نقاوتهُ
يأتيها الوحيُ كتنزيلِ الآياتْ
من صفوتها
وأصالة داليةٍ مازالت تُعطي
هذا المسطورُ كنايات
ما بينهما
إمَّا احتفلَ النَّدماءُ
يشبُ المعنى سُكريَّاً
يُعليْ ما أنتجَهُ العقلُ
لِكي يُلغي كلَّ مقالاتِ الدَّرَجاتْ
فاللَّمَّةُ لمَّةُ أندادٍ
والبوحُ رواياتٍ
والصمتُ الصاخبُ
بالودِّ المكنونِ
تعالى صَبَوات
ما أصبَحَ وجهَ الصُّبحِ بمَنْ حلوا
كي تحلو اللَّماتْ
لن يخبوَ هذا النَّبضُ
وإصباحي تَعْمُره بالوُدِّ
صباحاتْ
وا لَلرَّوعاتِ
إذا يأتيكَ الوعيُ خطاباً تطريبِيَّ النَّفحات
فيؤكِّدُ
أنَّ الأنغامَ المنذورةَ للحسنِ وللوُدِ
لها فعلٌ محمودٌ
في كلِّ الأوقات
وأنا مابين العنقود
وبين الكأس
ودنّي
يأتيني عشاقُ النورِ
ويَتْلونَ الصُّبحَ تحياتْ
من بعضِ معانيها ودٌّ
عتَّقتُ بجنبيَّ
فعُبِّيهِ بلا أدنى شبهات
تتلألأُ مثلَ مناراتٍ
يعرفها الرَّبانُ دليلاً
يُستَهدى بإشارتها للشطآنِ الحُبلى بالأسرار
وتطيبُ النَّفسُ
لأنَّ الرؤيا ما اشتبهت
ما ضلَّ مسار
ها أنتَ هنا
فالصبحُ ينادمني بالوُدِّ عطاءً
نورانيَّ الإبهار
كم يُغري هذا الصُّبْحُ
بأن تحتفيَ الأشعارْ
من وحيِ البوحِ المشغولِ نقاواتِ
أستَلَُّ المعنى
ارسمُ سطري بالمسكِ الحبريِّ
يضوعُ السَّطرُ
ويا طيبَ الأعطار
هاني درويش أبو نمير