د . م عبد الله احمد
حائرا تقف على تخوم المعقول …
كيف يمكن أن نفك الشيفرة التي من خلالها يحكم العالم …
كيف يمكن لقلة من البشر التحكم بالعالم …
قوى تدمر وتقهر، والنتيجة ملايين الضحايا عبر التاريخ
إنها قوى الظلام …يقول قائل ..
قلت لا : .إنها قوى الشر وهي معروفة وإن كان التفسير نسبي ..
فالظلام يطلق على ما هو غير مرئي وتلك القوى معروفة ومرئية ..
ومع ذلك يستمر العالم ،بقوة التكاثر لعل الاجيال القادمة تفك الشيفرة
ويسخر آخر …ويقول لا توجد عدالة في الارض …عن أية أجيال تتحدث؟ ..
فقلت هل تعلم ياصديقي ..ان تضخم ألانا لدى الانسان وما يتنج عنها، تجعله لا يدرك ولا يرى الا الوهم الذي يدفعه الى الغطرسة ، فيجهل ذاته وما حوله …
هل تعلم أن الكون المرئي "المادة العادية" تشكل أقل من 5 % من كتلة الكون , وبقية الكون على ما يبدو 95% مصنوع من مادة غامضة وغير مرئية تُدعى المادة المظلمة ،تجعل الكون في تمدد مستمر وتوازن الى حين ..
الغموض والظلام يحيط بنا من كل جانب وفي انفسنا، ولا نحتاج الا الى قليل من النور لكي نستمر .
ولو أن الظلام اختفى ، تفقد الحياة القوى التي تحركها وتنتهي، وننتقل الى حالة ما فوق الحياة، الى حالة مطلق الضياء (النور) وهذه الحالة هي قوى ظلام بالنسبة لنا بمعنى غير مرئية ، و لايمكن العبور اليها ونحن في حالة "الحياة" فالبوابة مغلقة …
فقال : ماذا يعني ذلك …
فقلت : ان الحياة هي ساحة للثنائية …الشك …والصراع ما بين القوى التي ترى في ال 5 % المرئية في الكون حقيقة مطلقة ونهائية وبين من يرى في ذلك وهم وسراب …
هل أنت ما أنت عندما بدأت …أما ستكون انت ما أنت عندما تتسارع الخطى نحو النهاية …
هل حبك مطلق وكرهك مطلق وحاجاتك مطلقة واحلامك مطلقة؟ …المطلق الوحيد النسبي هو الصراع والصراخ لان الثنائية مبنية فيك،لكي يتم التحول الى حالة مظلمة (غير مرئية – مبهمة) وكل شيء يخضع لقانون التحول المطلق هو سراب ووهم ..
قال : فالحياة عبثية ..
قلت : العبثية عندما لا يحركك الضياء القادم عبر "الصدع" الذي يسمح لفيض من النورمن الوصول الى قلبك، لكي تفلت من قيود الثنائية من خلال الفكر والبصيرة تكون الحياة عبثية (نسبيا) اي بالنسبة لك،ولاتفعل شيء وانت ترى قوى الشر تحاول اغلاق ذلك الصدع ..
فقال: كيف تحل المعضلة ويزول الغموض ؟
قلت انه استمرار الصراع مع تلك القوى التي تريد "قتل الشمعة " وحجب الضياء .. هكذا يفتح الغموض، بالمعرفة والفكر ..كي يتسارع التحول الى المطلق .