حوار خاص بنفحات القلم مع الشاعر السوري منهل مالك حسن
اجراه للموقع الزميل فؤاد حسن حسن
السؤال الأول:لكل شاعر طفولة رافقتهُ ،بالحب والشوق ماهي أبعاد طفولة الشاعر منهل حسن وكيف التقى بكراسة الشعر ..
_طفولة رافقها الحرمان والشقاء مازالت صورها ومضات كبرق يَجهشُ الدمع في غيمتين خضراء،مازال طلُّ هذا الطفل الصغير الخائف من والده لأنه أضاع ثمن الخبز الجالس تحت المطر في أحد أحياء دمشق الفقيرة حيث كانت طفولتي مداداً لقلمي
أسمح لي أن أردف جوابي بنص كتبتهُ رداً على سؤال صديقة سألتني لِم لا تكتب عن الحب
عصفور شجن
……………………
أ جئتِ تنشدينَ
غدير أصابعي
أيكَ قلبي
ثمار يدي
سَحَرَكِ ..شدوي !!!؟
تغريدي
قصائدي
.
أجئتِ تَلوذينَ
حِصنَ أضلعي
لتعششي
وترقُدي
وتنتشي
وتَسعَدي
.
إن تُرجعي شريط
السنيين
لن تجدي في خلدي
إلا فرخَ طير
أضاعَ ثمن الخبز
سقط من عش
الحنيين
إن تُرجعي شريط
السنيين
لن تجدي إلا طفلاً
حزين
إلا إسماعيل الذبيح
خذله الكبش
وأصدقته السكين
عبثاً تمسحين الغبار
عن مصباح علاء الدين
فمارد قلبي هجر اليسار
واستوطن اليمين
عبثاً تفتشين عن أثار
تنشدين الكلأ والماء
والليالي الحمراء
من منهلي الثّمدِ
قد خاب الرجاء
لن تجدي في جسدي
إلا ندبتين لرصاصتين
وأجاج نزف الوتين
.
قد خاب الرجاء
حصادك
حصاد الهواء
أحلامي
نسجتها على
بابور كازٍ يشكي
وسقفٍ يبكي
في إناء
.
تغريدي
جرح النوافذ
ونوح الهواء
أنينُ بابٍ معاق
ينازع في فصل الشتاء
هذه هي يا صديقتي
قصائدي
فلستُ أهلاً للحب
حُلميَ الوردي
جلنار الجراح
طَيريَ الصدّاح
عصفورُ شجنْ
يغرد في وطن
يحده من الشرق
حبة بطاطا
ومن الغربِ رصاصة
يحده من الشمال
رغيف الخبز
ومن الجنوب
كفن
عذراً.. صديقتي
أنا خائفٌ من غدي
فدعيني لآلامي
واتركي يدي
…………………
أما كراسة الشعر فقد وجدتها في دفتر الديون عند سمان الحارة ، في حقيبة تلميذ صغير رُسمَ عليها خريطة الوطن العربي،فيكتب التاريخ والفلسفة والدين والقومية وفي كتاب الواقع،في دفتر ذكريات شاب خلع سترته ليواري رقعة بنطاله وأنثى غرها البهرج الخداع ،في جعبة جندي ترك خلف ظهره بوار أحلامه وحقله وسنين عمره،في ألبوم صور تقلبه أم شهيد وفي…
السؤال الثاني :البعد والشوق والحنين والحرمان مفردات الشاعر فماهي مفردات الشاعر منهل.
سؤالك هذا تم الإجابة عليه ضمناً في معرض إجابتي الأولى وأضف لها القضايا والهموم الاجتماعية والتطلعات الوطنية،لكن بصراحة أكثر ما يسيل لعاب قلمي ويحدو شهوتي للكتابة الأسئلة الوجودية والاشكاليات الفلسفية فقد اطلعت على شتى المدارس الفلسفية وأهم من كتب وبحث فيها لذا تجدها جلية في الكثير من نصوصي الشعرية وحتى الأن تجدني باحثاً عن هوية تُشبع سغب فكري
السؤال الثالث:يقال أن بعض الشعراء يكتبون القصيدة وإن البعض الأخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت وكيف تولد القصيدة لديك.
فلنقل أنا من النوع الثاني "القصيدة هي من تكتبني"
وحتى الأن لم أستطع ترويضها أوتدجينها.
أما كيف أكتب القصيدة ..
فأقول القصيدة كحلم فهي لواعج ومكنونات الأنا الأخرى هي مايقوله بفطرته هذا الكائن القادم في آلة الزمن من بعد أخر حين تعجز الأنا الموروثة عن قوله والشاعر بكل بساطة هو ذاك الشخص الذي يستطيع بفطرته أن ينصت جيداً لجميع الموجات الصوتية التي مافوق ومادون الترددات السمعية البشرية لذا لنقل هي حالة من اللاوعي يحدوها الوجدان بدافع تفريغ الطاقة الكامنة وتحويلها إلى حالة شاعرية
السؤال الرابع:
من ترى من الشعراء في العصر الحالي يستحق لقب شاعر وماهي صفات الشاعر الفذ برأيك.
الكثير لست في وارد ذكر أسماء فلكل شاعر هوية تميزه ، اما صفات الشاعر الفذ برأيي فهو الذي وُلِدَ من رحم ثالوث الشعر المقدس /الموهبة والتجربة والثقافة /
السؤال الخامس :القصيدة تحمل بعد ذاتي وبعد وطني وبعد إنساني
هل حدثتنا عن بعد قصائدك .
تجد هذا كله في قصائدي ولا أستطيع الفصل بينهم وأضف لها البعد الوجودي والميتافيزيقي
السؤال السادس:
ما طموحات وجديد الشاعر منهل.
طموحي أن يساهم قلمي بامكانياته المتواضعة قدر المستطاع في إحداث وعي جمعي تنويري يكون من شأنه تقديم مستقبل أفضل لأبنائنا .
أما جديدي فهو مجموعة شعرية جاهزة للطباعة بعنوان "مبني للمجهول"
سؤال: مالم نقله وتود أن نقله.
_أريد التوجه من خلالكم إلى مؤسساتنا الثقافية الحكومية من أجل إيلاء أهمية كبيرة للصحف والمواقع الثقافية الالكترونية وذلك لبالغ أثرها وسعة انتشارها في جميع فئات المجتمع
ناهيك عن تميز البعض منها لدوره في إثراء العمل الثقافي
على سبيل المثال لا الحصر "نفحات قلم _مجلة النهضة الأدبية الحديثة …وغيرها.
وختاماً أشكر الأستاذة القديرة منيرة أحمد على ما تقدمه من جهد حثيث يوائم عمل النحل تقدم فيه للوطن الغذاء والدواء العقلي، كما أشكر الأستاذ الإنسان فؤاد حسن وكل من تجذر بأرضه وكان في هذه الأزمة التي عصفت بوطني
الرديف والسند لجيشنا يعضد و يناصر قضايا هذا الوطن العظيم والذي يماهون بعملهم كريات الدم البيضاء
أقول لهم شعراً..
_
على تخوم الجرح
تأتأَ داعية
في مئذنة
يتوسل
النجدة
يتسول النصرَ
من السماءْ
..
على تخوم الجرح
حرباء حيرى
في انتقاء رداء
يناسب العزاء
..
على تخوم الجرح
تجفف عرقها
علقه
أعياها لعقُ الدماء
..
على تخوم الجرح
تستشهد بصمت
كريات الدم
البيضاء