د . عبد الله أحمد ·
ليس بسبب مباراة كرة قدم هزيلة ، او بسبب الوقود او الكهرباء او الغاز او …ولكن عندما تدرك أنه كلما ازدادت ثقافة المرء، ازداد بؤسه وشقاؤه ، عندما تدرك أن المجتمع ينحدر وبشدة الى الهاوية ،على الرغم من وجود الحكماء والادباء والمبدعين من السوريين ..
صحيح لقد كسر السوريون حدود المستحيل عندما تغيرت موازين وحسابات القوى الكبرى والصغرى بفضل سواعد جيش وقائد عظيم ، وهذا بحد ذاته إعجاز ..ولكن ما يحدث اليوم من فشل رياضي حكومي مجتمعي يطرح مجموعة من الاسئلة هل المشكلة في العمل أو في الايمان ؟ قد يكون أنطون تشيخوف محقا عندما قال “الإيمان بلا عمل جسد ميت أما العمل بلا إيمان فأسوأ من ذلك، ليس إلا مضيعة للوقت ـ فالفضيلة والطهر لا يختلفان كثيرا عن الرذيلة إذا لم يكونا منزهين عن المشاعر الشريرة” فهل نعمل نحن بدون إيمان أو نؤمن دون أن نقوم بعمل ؟
المشكلة ليس في السقوط ، وإنما في أن لا نتعلم من السقوط ونبني على ذلك من أجل أن نقف مهما كانت التحديات لبناء المستقبل ..
هناك فاسدون وهم قلة ولا بد أن تجرؤ على الاعلان أنك في صف أخر ، وإلا فهم يرمونك أنت بالغباء لانك تسمع كيف يكذبون، "بل تكذب أنت نفسك،وتبتسم،وكل ذلك من اجل لقمة العيش،من أجل ركن دافىء،من اجل وظيفة حقيرة لا تساوى قرشا..كلا،حياة كهذه لم تعد محتملة.”
الشعب السوري يتحمل ومستعد لان يتحمل أكثر ، أنها الحرب المستمرة ضد وجودنا من قبل إعداء الداخل والخارج ولا بد من الانتصار ..
نحتاج الى مراجعة، والى العودة الى الدروس المستفادة لنبتي عليها، وهذا يحتاج الى عمل مضني وطويل ونحن مستعدين لذلك ، إلا أن الشفافية هي ركن أساسيا،والعدالة واحترام القانون كذلك ..
الحكومات والوزارت مطلوبة منها أن تقدم أفضل الخدمات الممكنة ، وإن لم تفعل عليها الرحيل !
ولا يكفي ذلك، ولابد من إعادة برمجة الوعي الجمعي ، إنه الاعلام والثقافة والادب (مجتمع بدون أدباء ومفكرين ملتزمين سيبقى في الحضيض …)
السوري قادر ومبدع وخلاق كفرد …لكن علينا أن نتعلم كيف نعمل ونبدع معا من أجل وطن خلق ليكون عمودا للسماء ..لابد من طرد الفاسدين والمفسدين والانتهازين سواء أكانوا اشخاصا أو افكارا.
أنه الالم ، الوجع ، الخيبة ، لكننا لن نسقط في الهاوية .