د. م . عبد الله أحمد
احيانا من الصعب معرفة ما الذي يدفعك الى الكتابة ….
أهو الجنون في أسمى تجلياته…أما أنه الخوف من الوقوع في جنون من نوع آخر إن لم تكتب .؟
أما هو صرخة تمرد على الفقر المعرفي الذي يعيق مرورك الى المستقبل؟
أما هو رغبة جامحة لصورك المتصارعة والمتنافرة في آن …لكي تحتج أو تتمرد صورة على انعاكس صورك الاخرى المتساقطة على أرصفة الحياة …
أما أنه الاحتجاح على الثنائية التي تجتاحك قبل أن تقوى على نقش الكلمات في خط …
ماذا تعني كل تلك المفردات …وكيف تفهم …أن كانت في نمط برمجي غير عاقل ….
ماذا يعني إنساني ..إن لم تتصارع الاضداد وتكون النتيجة إنتصار للعقل والفكرالانساني واي معنى لصراع مبرمج غير عاقل …هل أنت إنساني حقا ؟ أو أنك تتخذها كوسيلة من أجل تغذية جوانبك الاخرى غير الانسانية "بالمعنى الفلسفي " …وأي معنى لذلك أن كانت تعظم فيك جوانب مادية وغرائزية أخرى …هل هو الغذاء أو الجنس أو إكتساب نفوذ وقوة ؟ ..أما انه الدافع الاخلاقي بدون أقنعة؟ …
ما فائدة الايمان بدون عقل وفكر …وما فائدة الانضباط في سجن العقل ضمن مصفوفة برمجية تقيد المداخل وتضمن النتائج …وما مغزى أن تنتصر الغرائزية؟ وهل في عالم الحيوان شيء يتجاوز الغرائزية …
اليس السجن في النص يفجر العقل ….وفعل العقل في النص يفجر المعرفة !
العالم في أزمة…سقطت الشوعية لانها سجنت العقل في جانبه الانساني … غرقت في النص المادي المبرمج …واعتقلت الانسانية….وسقطت الرأسمالية ولم تسعفها البرمجة الليبرالية ولا النيوليبرالية الغارقة في الفوضى والدم …كما سقطت الرأسمالية الاسلامية بزينتها الجديدة (المرابحة والمتاجرة الربوبية ) وبصيغها السياسية (تحويل الدين الى أداة سياسية ) ووضع اوصياء على الفكر "كهنة " في إطار التحول الى النص لسجن العقل…
نكتب لان المتناقضات "في اعماقنا" تتصارع ولا بد للعقل أن يتدخل ….لعل التراكم بعد السقوط والصعود …والصعود والسقوط قد يؤدي الى تحول ….يؤدي الى إنتصار العقل الانساني