د . م . عبد الله أحمد
غريب هذا المجتمع الافتراضي ….ينتقدونك لانك لا توافق على كل ما يتصورونه،مع أنهم يدعون احترام الاخر ورأي الاخر …
وهنا نعود الى قصة الحجارة "الناطقة"، وقصة الدكتور "المكرم " من قبل مكرون هل الاول فنان ؟ من الطبيعي أن نتفق أنه يجيد "الرسم" بالحجارة والا فهو ليس بفنان ..هل هو مبدع ؟ الامر نسبي حسب تصورنا للابداع ..لكنه ليس كذلك …هل أبدع من خلال استخدام السياق لخدمة المصلحة الوطنية ؟ لا …هل ولد السوري يعاني وقدره الهجرة كما اخبرنا من خلال لوحته؟ لا ..أين الابداع إذا ؟
الدكتور المكرم ….يقال أنه قام بواجبه وكان ضمن فريق عمل ..ما الجديد وهل من الطبيعي أن لا يقوم بعمله بغض النظر عن المكان والسياق ؟حدث عادي لا يستحق كل هذا الضجيج …
هل اقتصر ابداع السوريين على ما فعله هؤلاء ؟ بالطبع لا …فالسوري مبدع كفرد ،وقدم للحضارة الانسانية منذ القدم ما يثير الاعجاب …
لعبة الاعلام هي هكذا ….اختزال حالة أمة في قضية هامشية لا معنى لها ،.وحرف الانتباه عن القضايا الجوهرية …
في المقابل سورية حبلى بالمبدعين في الفكر والادب والعلم والفلسفة ،وكذلك هناك من يريد تدمير هذه الامة وهذه الدولة وقتل الابداع الحقيقي …الابداع ليس كما يصور …ولا بد للابداع أن ينبثق من الواقع وعلى أرض الواقع …وليس كما يحاول بعض الاعلام تصويره على أنه مقتصرا على من يهاجر ..ويرحل …
والاهم هو "الابداع الجمعي" أي تراكم الارادة المبدعة للخروج من الازمة ، لان لابداع ليس لعبة أطفال عمادها الحجارة …السوري لم يخلق ليرحل ….بل خلق ليبقى ويبني ….