أيهما الأهم الوراثة ام البيئة
سواء في نسبة حدوث الأمراض او في توريث الطبع والسمات الشخصية:
———————
في مجال الامراض سأذكر هنا بعض الامراض التي ارتبطت نسبة حدوثها بتطور الحياة الاقتصادية ورفاهية الفرد بشكل عام.فهي قد ارتبطت بالتطور الاقتصادي للشعوب.
وسأبدا باكثر الامراض اهمية من حيث نسبة الحدوث والخطورة…..هو مرض البدانة…..واهمية البدانة لاتهمنا “نحن الاطباء”لانها تسيء لمظهر الانسان فقط”رجالا ونساء”…..”وان كان هذا لوحده سبب مهم”…..بل مايهمنا اكثر هو الاختلاطات والامراض الخطرة المرتبطة بالسمنة.وساعدد بعض هذه الامراض…وان كانت معروفة يالنسبة للاغلبية ولكن للتذكير فقط:
1-ارتفاع الضغط الشرياني.
2-الداء السكري.
3-امراض القلب سواء كانت الذبحة الصدرية او احتشاء العضلة القلبية”الجلطة”.وخاصة عند الرجال بعد الاربعين.
4-الحصيات الصفراوية في المرارة خاصة عند النساء بعد الثلاثين.
5-التهاب المفاصل “تنكس المفاصل”خاصة عند النساء بعد الخمسين.
6-كما انه بوجد نوعان من أنواع السرطان مرتبطة بنوعية الغذاء وهما:سرطان الثدي وسرطان الكولون.
مايميز مرحلة الشباب ان العمليات الاستقلابية التي تتم بشكل طبيعي تستهلك.حريرات اكثر بالاضافة الى المجهود العضلي الذي ايضا يستهلك حريرات اكثر.من الذين هم فوق الأربعينات الخمسين
وبما اننا لا نستطيع التحكم بعمل اجهزة اجسامنا وبطء الاستقلاب.ولكننا نستطيع التحكم بكمية ونوعية الطعام الذي نتناوله…..وبالمجهود العضلي الذي نبذله….
…
لذلك اهم الإجراءات الوقائية بعد الأربعين اوالخمسين من العمر:
1-اختيار الأغذية الحاوية على الياف….قليلة الدسم والسكريات.
2-ممارسة المشي السريع نصف ساعة يوميا او ثلاث مرات في الأسبوع
تحدثت إلى هنا عن تأثير البيئة المتمثلة بالعادات الغذائية في تعديل الجينات المنتقلة وراثيا.
ماذا عن تأثير البيئة في تعديل الطبع والصفات الشخصية:
…………….
مايميز الإنسان عن الحيوان هو العقل وليس وجود الدماغ..لأن تركيب الجهاز العصبي وتعقيده من جهة وتناغم عمله مع عمل الغدد الصم المفرزة للهرمونات الجوالة في الدم. بالإضافة الى بقية أجزاء الجهاز العصبي هو الذي يعطي التوازن اللازم مابين التفكير والمنعكسات الشرطية واللاشرطية من جهة والجهاز الحركي والحسي من جهة أخرى.
عند الانسان.صحيح ان الوراثة
تلعب الدور الأكبر في تكوين شكل الجسم البشري وحتى معظم أجهزته..
وبالرغم من أنه لا يوجد علاجا شافيا لبعض الأمراض الخلقية والوراثية والعقلية.
ولكن فيما يخص الذكاء واكتساب المهارات وتطوير الامكانيات العقلية فيمكن للبيئة ان تلعب دورا في هذا المجال لتعديل هذا الموروث بدرجات مختلفة.
كمثال….اذا افترضنا ان توأما قد ولدا من أم وأب محدودي الإمكانيات الذهنية. .وكان التوأم سليمين…تماما من الناحية الجسدية
التوأم الأول تربى في بيئة كراعي غنم.
أخته التوأم تربت في أكاديمية علمية وتمت رعايتها نفسيا وجسديا من حيث التغذية والتعليم ورعاية مواهبها”اذا وجدت”
لا شك ان البيئة هنا ستتغلب على عوامل الوراثة المرتبطة بذكاء الأبوين.
د.ملاك سباعي- حلب