انقطعَ بينهما الإتصالْ
وصرخ عِطرُها الفيرزاتشي
ألا من لقاءٍ ووصالْ
وجاءَ الجوابُ
بسؤالْ
أما من خطيئةٍ
إن التقينا
أما من خوفٍ
إن إختلينا
أما من حرام ٍ
من تلامسِ جسدينا
أما من لومٍ
أوعتبْ
لاحرجَ على عاشقٍ
إن آمن بكِ
وسكنَ قلبَكِ
وسارَ دمُهُ في شريانِكِ
واختلطتْ الدماءُ
وتوحدَ النسبْ
وضعتْ أسلحتَها خلفَ البابْ
خسِرتْ معركةَ السؤالِ والجوابْ
فزتُ بقلبِها
وأحرفِ اسمِها
وبعدَ أخذٍ وردْ
عقدنا صلحاً ووعدْ
بلقاءاتٍ صاخبةٍ
وسيلٍ من قُبُلاتٍ
عجبْ
في المرآةِ أنثى
صراعٌ في عقلِها
وصخبْ
ثورةٌ على الجسدِ
وفي الجسدْ
ما أتعسَ العاشقَ
إذا حَسَدْ
شفاهٌ ثائرةْ
وعيونٌ حائرةْ
وملامحُ ساحرةْ
وعناقيدُ خمرٍ
وعِنَبْ
في المرآةِ أنثى
تتجولُ بينَ السطورْ
تقرأُ على جسدِها
جمالَ القصيدةِ
وفتنةَ الفواصلِ
وأحرفَ الهجاءِ
وقبلةً على شفتيها
شريدةْ
تراقبُ الإنقلابَ الكبيرْ
كيفَ تفجّرَ بصمتٍ
على صدرِ الجريدةْ
يحكي
عن حبةِ كرزٍ تستجديْ
وقمرٍ من خجلِ العناقِ
صارَ لونُهُ ورديْ
عن شفاهٍ تنتظرُ موعدَ الحصادِ
لتروي ظمأها بسنابلِ قُبَلٍ
فريدةْ
فتحت مَعرِضَ خزائِنِها
تبحثُ عن رفيقٍ لموعدِها
يحجبُ بعضَ مفاتِنِها
أغراها ثوبُها الأحمرْ
ضمتهُ الى صدرها
أغمضتْ عينيها
وهي تراقِصُهُ
وفي لحظةِ ولهٍ سكنتهُ
وكتبت على عُراهُ
الأبوابُ موصدةٌ
عنيدةْ
كعبُها العالي أسَرَتْهُ
بأصابعِ قدميها سَحَرَتْهُ
على وقعِ خطواتِها يعزفُ
موسيقى فيرزاتشي ويُغني
يقتربُ أكثرَ مني
كأنه جاءَ يعتقلُ
الوساوسَ الحمراءَ في عقلي
وسوءَ أفكاري
وظني
وأنا في البيتِ أنتظرُ
أكادُ كالبركانِ أنفجرُ
عقاربُ الساعةِ تأكلُني
زجاجُ النافذةِ أضناهُ
بخارُ زفيري وأعماهُ
عن رؤيةِ فتنةِ موكبِها
غيومُ الفيرزاتشي سبقتها
عينُ البابِ تنادينيْ
ماذا تنتظرُ وخلفيْ
جنونٌ يقتربُ
منيْ
فتحَ قلبي نبضَ البابْ
رأيتُ أمامي محاربةً
سلاحُها المخفيُ عيناها
وخطُّ دفاعِها شفتاها
إن فزتُ بالأمسِ عليها
فاليومَ قلبي بحماها
دخلتْ وكأنها قيصرْ
اليومَ المعركةُ أكبرْ
همسٌ ولمسٌ
وعِناقُ المسكِ
والعنبرْ
اقتربتْ ابتعدتْ
تمنعتْ قَبِلَتْ
ضممتُها
قبلتُها
راقصتُها
فأُغميَ عليها
وأُغميَ عليْ
صحونا
وآثارُ القُبَلِ على وجهي
حمرةُ شِفاهِها على شفتيْ
رائحةُ الفيرزاتشي على جسديْ
وثوبُها الأحمرُ ينظرنيْ
أشعرُ كأنَّه يكرهُنيْ
كيفَ أُبْعِدُهُ عنها
أحتلُّ مكانَهُ وأسكُنُها
أعانقُها وأحميها
وأزرعُ على أرضِها
حُبَّا برائحةِ الفيرزاتشي
أزهرْ
همستْ بالعتمةِ في أذني
الآنَ وُلِدتُ ياعمريْ
أنتَ ثوبيْ أنتَ كلّيْ
سجّلْ اليومَ ميلاديْ
سجلْ إسميْ
سجّلْ رسميْ
سجّلْ قيديْ
سجّلْ كاملَ أوصافيْ
قبلَكَ
ماكنتُ مولودةْ
ولا أيامي معدودةْ
ولا بالفرحِ موعودةْ
احملني بينَ ذراعيكَ
واصحبني الى أبعدِ نجمةْ
اجعلني على خدِكَ نسمةْ
وعلى ثغركَ ارسمنيْ بسمةْ
بدونِكَ أنا قلبي عاقر
ببطاقتي كتبوه كافرْ
اجعلْهُ من حولِكَ جنةْ
وقلبُكَ الناهيْ
والآمرْ
ضحكَ الفيرزاتشي في مَكْرٍ
صرخَ وكأنَهُ في سُكْرٍ
جئتُ بالأمسِ معها
خلفَ أذنيها مسافرْ
واليومَ أتنقلُ بين جسدينِ
مُغامرْ
د . جهاد صباهي