د. محمد رقية
الجزء الخامس والأخير
دوار البحر
غادرنا الإسكندرية عصر اليوم الأخير من الرحلة , وأثناء المغادرة كان معظمنا على سطح الباخرة يأخذ الصور التذكارية مع المدينة ونحن نبتعد عنها تدريجيا” وكان الموج عاليا” يضرب الباخرة على جوانبها وترتفع وتهبط مع كل موجة وكنا سعداء على حركات الباخرة وهذه الأمواج التي لم نرها سابقا” ولم نكن نعرف بأنها ستسبب لنا المشاكل ، فبعد فترة من انتهاء التصوير وعند ذهابي الى المقصورة شعرت بدوخة فعدت حالا” الى السطح فارتحت قليلا” وبعد فترة من الزمن لم يعد يفيدني حتى العودة الى السطح وبدأ دوار البحر يأخذ مفعوله وقضيت ليلة من أسوأ الليالي في حياتي من الألم ومن شدة الإقياء .
وقد أصاب الدوار الكثير من ركاب السفينة .
وصلنا صباحا” الى اللاذقية وآلام الرأس شديدة لم يعد ينفع معها أي حبوب مسكنة واستمر الألم عدة أيام حتى بعد وصولي إلى المنزل .
لقد كان دوار البحر تجربة قاسية جدا” لي في رحلتي الأولى بالباخرة وكنت في الرحلات التالية آخذ حبوبا” مضادة لدوار البحر
ودوار البحر يعاني منه أغلب البشر خلال حياتهم، حتى أن البحارة أصحاب الخبرة عرضة للإصابة بهذه الحالة أيضاً، بالرغم من أنهم أبحروا كثيراً، وهم لا يتوقفون عن الإبحار، وإنما يلجؤون إلى أخذ بعض الاحتياطات التي تمنع دوار البحر، أو على الأقل تقلل من أعراضه.
ويتناول ما يزيد على 50% ممن يركبون السفن دواء لمعالجة هذه الحالة خلال تواجدهم في البحر، وربما كان من يعاني دوار الحركة في السيارة أو الطائرة عرضة بشكل أكبر للإصابة بدوار البحر.
تشير الأعراض غالباً إلى وجود حالة من الاضطراب في الأذن الداخلية، والذي يسمى دوار البحر.ويعود هذا الاضطراب إلى حركة السفينة المتكررة، أو أي حركات أخرى يمكن أن تكون سبباً في إزعاج الأذن الداخلية.
وتشمل أعراض دوار البحر الغثيان والقيء، وتعتبر الأكثر انتشاراً، إلا أن المصاب بهذه الحالة يمكن أن يعاني كذلك من التعرق البارد.ويشكو من صداع شديد ومؤلم، ويمكن أن تكون زيادة التثاؤب أول علامة على الإصابة بدوار البحر،.
تشمل الأدوية التي يصفها الأطباء مضادات الكولين، والتي تعتبر علاجاً ناجعاً لأعراض هذه الحالة، ومن أشهر أمثلتها السكوبولامين، والذي أظهرت بعض الدراسات أن طواقم الملاحة البحرية الذين استخدموه عبر الجلد أكدوا فعاليته الجيدة
طرق الوقاية من دوار البحر، هي :
– الجلوس دائمًا في موضع بحيث يمكن للعين أن ترى نفس الحركة التي يشعر بها الجسم والأذن الداخلية، مثل الجلوس في المقعد الأمامي والنظر للمناظر البعيدة.
– لا تشاهد أو تتحدث إلى مسافر آخر يعاني من دوار الحركة.
– تجنب الروائح القوية والأطعمة الحارة أو الدهنية مباشرة قبل وأثناء السفر.
وهكذا قضينا ستة ايام في البحر في رحلة من أجمل الرحلات البحرية التي يتمناها الكثيرون ، رغم ما أصابنا بها من ألم دوار البحر
وقد كررت هذه الرحلة عدة مرات في السنوات اللاحقة لانها فعلا” ممتعة .
