أبو طارق الجزائري
مدير مكتب مكتب نفحات القلم \ الجزائر
يفضل الكثير من الجزائريين عدم الحديث عن موقف بلدهم تجاه الشقيقة سورية في محنتها ، رغم أنها السباقة إلى إغاثة إخواننا السوريين دون انتظار أي إشارة من جهة ما ، الكل سيتذكر أن الجزائر في لحظة إطلاق الجمهورية العربية السورية نداء الإغاثة الأول ، كانت طائراتها مجهزة بالمطار العسكري ” بوفاريك ” تتأهب للإقلاع نحو حلب المدينة الأكثر تضررا من الزلزال وعلى متنها خيرة عناصر الحماية المدنية الجزائرية رافعين شعار ، كل الطرق توصلنا إلى سورية
بالرغم من جهود الدولة الجزائرية في هذه المحنة التي ألمت بالإخوة ، إلا أن الشعب الجزائري يرى في كل ما قدم لا يتجاوز رد الجميل لإخوة قدموا لنا ذات يوم ما يملكون ، كما أنه موقف سبقته مواقف مماثلة هكذا يقولون ، هم يستحضرون محطات تاريخية ويتأسفون لتلك الأيام الجميلة التي كانت تنحني أمامها كل الصعاب وتزيل أمامها الحدود الجغرافية بمجرد نداء أو صرخة أو خطاب سياسي موجه للشعب ….، وعليه 10 طائرات و 15 طائرة و 20 طائرات وصلت وستصل طائرات أخرى ، من الأحسن أن لا نعد كم هي ؟ لأنها صراحة سوف لن تتوقف حسب المعطيات المتوفرة لدينا ، كما هناك نهج جديد اتخذته الدولتين بخصوص المساعدات ، بحيث تصبح المساعدات التي تقدمها الجزائر من الآن فصاعدا حسب الحاجة ، هذا في حد ذاته تطور ايجابي في التعامل مع الوضع ، كما قد تكون له انعكاسات ايجابية على الحالة الاقتصادية بسورية ، يمكن لسورية طلب مساعدات من الجزائر حسب احتياجاتها في مدة 180 يوم ، وقد تكون أزيد من هذه المدة بالنظر للجهود التي تبذل من طرف الجزائر التي تترأس الجامعة العربية ….إضافة إلى المواقف الايجابية للملكة العربية السعودية والإمارات العربية ، اللتان بإمكانهما إعطاء دافع قوي لمساعي الجزائري ، للعلم أن قانون قيصر مادة تتيح تمديد المدة إلى سنتين
كل ما قدم لسورية كان من الجهات الرسمية الجزائرية ، ولم يقل الشعب كلمته بعد ، الكل يعرف جيدا مواقف الشعب الجزائري وتعاطفه تجاه سورية لا تضاهيه عاطفة إنسانية ، فقد أمر رئيس مجلس الأمة بفتح حساب خاص بالمساعدات لسورية وتركية ، أيضا جمعية العلماء المسلمين التي أعلنت عن جمع الإعانات لسورية لوحدها ، وجمعية البركة التي كانت من الأوائل الذين أعلنوا عن تقديم إعانات لسورية ، في حين ينتظر في الأيام القليلة القادمة تنظيم هبة شعبية واسعة (تيليطون ) ، أقرب لذلك الذي نظمته الجزائر لفائدة المتضررين من فيضان باب الوادي سنة 2001 م ، حديث يدور بالشارع الجزائري وبمواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام وهو أقرب إلى التجسيد
موقف الجزائر لم يكن وليد اللحظة ، فهناك التزام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في حملته الانتخابية تجاه سورية إذ كانت ضمن الالتزامات التي أطلقها آنذاك ، أيضا هناك ضرورة ملحة لتطبيق مخرجات القمة العربية التي انعقدت بالجزائر مؤخرا ومن خلالها استلمت رئاسة الجامعة ،المخرجات تحث على قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية ، بما يضمن وحدة سورية وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا
ابوطارق الجزائر –