#نفحات_القلم
خالدمصاص/مكتب حلب
الزلزال المدمر الذي ضرب بعض المناطق والاحياء السورية ترك مساحة مؤلمة وضررا كبيرا في البنية التحتية وفاجعة مؤلمة ومحزنة في المجتمع ولاسيما في نفوس وقلوب الناس..
فمنهم من فقد اعز له الناس اي فلذة كبده باولاده وهناك عائلات ماتت تحت الانقاض وهناك من نجا بقدرة القادر الواحد..وهناك من فقد والدي وتشرد..وايضا الكثير من اصيب وجرح اثر الزلزال ومازال في المشافي يعالج..
فمن طبع المجتمع السوري في هكذا حالات انسانية من الحوادث والكوارث ودون انتظار نتيجة شعورهم الانساني وتربيتهم وواجبهم يتسارعون بكافة امكانياتهم وجهودهم وباياديهم البسيطة لانقاذ الغير بحثا عن احياء وناجين لاسعافهم..
وهناك من هرب بعيدا خائفا وتاركا بيته وماله وكافة ممتلكاته من شدة رهبة الامر..
وهناك الكثير من وقف وقفة رجولة وسعى جاهدا وبسخاء في تقديم الدعم المادي والطعام والشراب للغير وفتح مستودعه او روضته وبيته او مكان عمله لايواء الناس التي تشردت في الشوارع حافية عارية من الحجاب وسط البرد والمطر يدعون الله وهم ينظروا وكانها ساعة القدر يوم القيامة..
فالكثير من الناس واصحاب الايادي البيضاء قدموا بسخاء وكرم لمن تأذى وتضرر ترفع لهم القبعة والاحترام لعطائهم وكرمهم الا محدود..
وللاسف هناك اخوة واهل تحسبت من بعضها ان تأتي وتنام عندهم..
بلا شك الحياة والعادات هناك فيها السالب والموجب في كل مكان وزمان..
بالمقابل كانت هناك عائلات وجوار تسودها المشاكل واصبحت اكثر التفافا وحرصا وخوفا على بعضها في التعاون والمحبة ونسوا الخلفات وكل المشاكل التي كانت سابقا..
الزلزال جاء ولن يحمل معه ضمير واخلاق وانسانية ليزرعها في نفوس وقلوب وعقول بعض البشر..وهو لم يقتل احدا بل الفاسدين والمقصرين هم من اخاف وقتل البشر..
والزلزال جاء ومعه رسائل كي نتعلم منها كيف نحب بعضنا البعض ونصبر ونتسامح ونسامح ونتصالح ونكتشف المتعففيين والم واوجاع الفقراء والضعفاء والمحتاجين كي نقدم لهم الدعم المادي والمساعدة المباشرة من باب الواجب لا للمظاهر والبروظة والنفاق وتحميل المنية للغير او الشحد عليهم..
فالعبرة من ذلك..وكما يقال المثل الشعبي:يلي مالو خير لاهله وبلده،مالو خير نهائيا لاحد.
والقصة انني بالامس واثناء طريقي شاهدت بعض الاصدقاء من فناني حلب الذين تقاعدوا عن العمل والفن
سألته عن حالك واحوالك من واقع الزلزال ان تكون بخير..فكان جوابه مؤلم ومحزن ومتشائم من الوضع العام الذي حل به نتيجة الكارثة وعدم وقوف الاخرين معهم..
وقلت لماذا انت متشائم بالرغم من الدعم والمساعدات المادية والاغاثية التي وصلت اليكم تبرعا ودعما من زملائكم كبار الفناني..
ضحك ضحكة صفراء على سوداء شعرت بها انه يسخر من الذين قدموا باسم الفنانين وللفنانين وقال لي قدموا لاجل البروظة والشهرة وانهم قاموا بالواجب الوطني والانساني..
واضاف قائلا:نحن الفنانين بحلب مظلومين ومحسودين لم يصلنا اي قرش واحد منهم وكله كان حكي بحكي..وتبرعاتهم ذهبت للنقابة..
والاخيرة سلمت المبلغ حوالي المليار والنصف المليار خوفا وتهربا من المسؤولية والمشاكل والقال والقيل من هذا وذاك لامانة المحافظات وتوزعت بين اللاذقية وحماه وحلب وكانت حلب اقل نصيبا عن تلك المحافظات..فالاموال دخلت لامانة الخزينة قسم منها وزع على المتضرري الزلزال على ذمة الراوي..والباقي الله اعلم،مؤكدا بحديثه ان فرع نقابة فناني حلب لم يحصل ويصله من الدعم ولا قرش سوري وكافة الاعضاء فناني حلب تشهد بذلك..
والدعم الذي وصل لبعض الزملاء ما هو الا من جيب ومال نقيب فرع فنانين حلب الخاص مشكورا له ولجهوده واخلاقه وشعوره تجاه الاعضاء نتيجة محبته ومساندته لهم شخصيا وتقديرا لظروفهم جراء الزلزال..لان هناك منا من تضرر بيته وتوقف عمله حيث قدم لهم بعض السلل الاغاثية والمال وتصليح الاجزاء من بيوتهم المتضررة والمتصدعة..
وعلما ان هناك اعضاء منا متقاعين واسر شهداء راتبهم 55 الف ل.س لا يكفي لشراء كم كيلغ من البصل الذي اصبح فواحا وله طنة ورنة وقيمة وقدر وافضل من…لان الناس اصبحت تبحث عنه وتشتري وتحافظ عليه لحاجتهم له..مع تقديري للزملاء بهذا الوصف الشفاف..
و يؤكد ويقول صاحبنا..للاسف فنانين حلب مظلومين وبالاخص الفرع..علما ان قبل الزلزال اكثرهم بلا عمل فلا حفل وعمل يقام لرعى الفنانين..وظروفنا ومعاناتنا ومطالبنا كثيرة وكبيرة ولا حياة لمن تنادي..
كما ان الفنانين المشهورين السوريين الذي تبرعوا..فلماذا لم يقدمون لزملائهم الفنانين الدعم المالي والمباشر بالاسم واليد..وانهم لم ينسقون التبرعات مع فرع نقابة فنانين حلب وغيره..فكان قد حصل واستلم كل فنان حصلته وحقه من المساعدات المالية التي جاءت بدلا من دخولها وتجميدها في الخزينة او شفطها والتستر عليها لاحقا بححج توزعت..
بكل الاحوال كان دورهم انساني ومشكورين عليه..ولكن بنظري كان للبروظة والشهرة اكثر امام المجتمع بانهم ساعدوا وقدموا وعملوا كذا وكذا..لكنه كله رياء ونطوطة وبروظة..
والحقيقة اننا لم نحصل على قرش واحد من كل تلك التبرعات والدعم فقط اننا نسمع ولم نلمس..
وكان على رئيس الفرع بحلب المطالبة بحقوقنا اكثر من حصة الاموال..ولكن الاخير هو انسان واعي وفنان راقي وقدم من جيبه كل امكانياته لاجل خدمة الاعضاء المتضررين ولا يريد ان يخلق نوعا من المشاكل والتوتر لانهم فنانين والفنانين يكونوا راقين وذات حس ومشاعر ونقدر بعضنا..والحقيقة ان الكل شاهدة ونلمس الواقع انهم لم يقدمون اي قرش لفنانين فرع حلب..اسوة بباقي الجهات والنقابات التي قدمت لاعضائها كل المساعدة والدعم وكانت يدا واحدة في المحبة والتعاون وتقديرا لظروفهم واعمالهم المتوقفة وحاجتهم للعيش ومطلبات الحياة ولاسيما جنون الغلاء التي جعلتنا نهز ونرقص اكثر من شدة الزلزال وبدون عزف والة..
ولسه يااستاذ خالد بتقول لي كيف حالك وعساك بخير..
وختم صاحبنا المتقاعد قائلا:نحن جميعا لسنا بخير..طالما هناك قلوب ضعيفة وسوداء يعشعش فيها الخوف وعدم المسؤولية وسوء التصرف والادارة..ويعيش بيننا اللصوص والفاسدين والانتهازيين والطامعين والمستعلين والمنافقين ووو…لم ولن نكون بخير الم نحب ونساعد ونقف ونحس ونشعر ببعضنا البعض في هكذا ظروف صعبة من الواقع وفي كافة المجالات،الا من رحمه ربه..
ثم مد يده الى جيبه واعطاني ورقة صادرة بالمبالغ التي جمعت من الفنانين واين وزعت..
وقال لي:
رحم الله من وقف وعرف قدر نفسه واصفا بحديثه لي:يلي استحوا ماتوا ومن مات هو حي..ومن بقي هو ميت..ونحن احياء بالشكل.
وفهمكم كفاية..طال عمركم
هذا بعض ماجرى من حوار قصير دار في الطريق مع صديقي الفنان المتقاعد..الذي كان يسرح ويمرح والان وفي ظل الظروف والواقع اصبح لاحال له ولاقوة يهتز كالزلزال..فاقد الامل والعمل والحياة نتيجة سوء التصرف ولعدم المسؤولة والسؤال..
ويبقى السؤال والاستفسار هنا مطلبا محقا ومعلقا برسم والي وصاحب المكان.
وختام القول نقولها:فعلا اختلط البيض وكل المعايير واصبح كل واحد يعمل ويتصرف لصالح خدمة الغير تحسبا من زعل فلان وعلان ونحن نغني ونطلق صيحات والم على المزاج وهنا لا بد ان نقول انه اختلط الحابل بالنابل.
فعذرا منك ياصاحب المكان في كشف الواقع وفصاحة القلم ولسان لانه حق وواجب للمتضرر والفنان،مع صورة ربطا للكتاب.
دمتم ودام وطننا وفنانينا بالف خير وامان.
اللهم فاشهد وساعد من تضرر وخفف عنه اللهم والمعاناة وحقق حلم ومطلب الفنان.