أنقذنا أيها الماضي “كوميدياً”

نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الفن السوري غني بإرثه الطويل المتوارث عبر سنوات كثيرة بمجموعة من الأعمال الكوميدية التي يصعب مقارنتها بأقرانها من الدول المجاورة، ولطالما تم عرض أعمالنا على مختلف القنوات العربية، وبقي التنافس السوري المصري مستمراً لما تنتجاه من نجوم وكتّاب يتقنون فن الكوميديا، والأمثلة كثيرة لهؤلاء.
قناة سما الفضائية لم تجد كوميديا حديثة تكون مستحقة لبثها بعد الإفطار مباشرة، وهو ما اعتاده جمهورها طوال السنوات الماضية من خلال مسلسل “بقعة ضوء” الذي استمر لعقود مقدماً وجبة كوميدية شهية، العمل الذي انطلق في رمضان 2001 لاقى فشلاً ذريعاً الموسم الفائت رغم محاولة صناعه التغيير من خلال المخرجين الشباب والكتّاب، أو نجوم الجيل الجديد ما أثمر عن عدم الرضا.
لم تقم قناة سما بإعداد حلقات مختارة كما اعتادت لكثرة الانتقادات حول الأجزاء الأخيرة ربما، ولكن المؤكد أنهم استعاضوا عنه بأعمال عشقتها كل الأجيال من خلال مسلسلي “مرايا” وجمعوا حلقاته بما أسموه best of مرايا، أو العودة لتقديم مسلسل “وين الغلط” دون تقديم اسم محدد له واكتفوا بعنونة الحلقات.
مرايا هو مسلسل اجتماعي كوميدي ربان سفينته هو النجم الكبير “ياسر العظمة” شرارة إنطلاقته كانت عام 1981، خضعت سلسلة مرايا لتغيير في الاسم مرارا وتكرارا فسميت «شوفوا الناس» و«حكايا المرايا» لفترة من الزمن، ثم عادت لتكون «مرايا»، وختامها كان (السنونو) والذي أكد النجم ياسر العظمة أنه سيكون الأخير من السلسلة، ثم تحول للنقد عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وين الغلط هو مسلسل سوري كوميدي لا يخلو من النقد والفكاهة، يتحدث عن مجموعة من القصص أبطالها غوار وأبو عنتر، تم إنتاجه سنة 1979، من تأليف دريد لحام ومحمد الماغوط، وإخراج خلدون المالح ودريد لحام، وتعاون على بطولته ناجي جبر سامية الجزائري ياسين بقوس، عمر حجو والكثير من النجوم.
كلا المسلسلان كانا يحملان القيم والفائدة والضحك وهو ما بدأنا نفتقده بأعمالنا الدرامية في الوقت الحالي، ونرى اليوم توجه الأعمال التي يفترض أن تكون فكاهية ناحية الكثير من المبالغة سواء بردات الفعل أو الشكل أو طريقة الكلام، وذلك لجعل الأعمال مسوقة خارجياً بما يتناسب مع السوق الدرامي خارج البلاد، وقد تناسى صناع الدراما السوق المحلية أو ما اعتاده جمهورنا ويسعون لإجباره أن يتوجه لطريقتهم المحدثة.
ولذا فإن “سما” قد أنقذت أعين وآذان الجمهور بالعودة إلى استعراض الكنوز القديمة وسيحصل المتابع على وجبته اللذيذة من الأعمال إن تواجد التيار الكهربائي في تلك الأثناء.