رولا محمد
ماتت الإنسانيّة
وأمستِ النّاسُ وحوشٌ آدميّة
تُحَلِلُ القتلَ والإجرام
لا تُميّزُ بين الحلالِ والحرامْ
ماتت فيها النّخوة
وفقدَت معناها الأُخوَّة
تحجَّرتِ القُلوب
وأعيَتها القَسوة
فسادَت شريعَةُ الغاب
القوي يأكُلُ الضَعيف
بلا خوفٌ ولا عِقاب
يسرقُ من يدِهِ الرَغيف
فقَد َ الناسُ المحبَّة
قطَعوا صِلةَ القُربى
وأصبحَت مُتَهشِمةً
اللُحمَةَ العائلية
أعمى القلوبُ الطّمَع
وأغشى العيون الجشع
فأمستِ النفوسُ دنيئة
على كَسرٍ القوانين جَريئة
ولم تَعُد النوايا بَريئة
فانتشرَت الفوضى الشقيَّة
كَثُرَ الناسُ وقلَّتِ الإنسانية
استباحوا كُلَّ الأعمال
للحصولِ على المال
اتَبَعوا مَقال
الغاية تُبَرِرُ الوسيلة
وإليكُم بعض الأمثِلة
بعضُ الأطباء مُجرَّدينَ منَ الوجدان
يُتاجرونَ بحياةِ النّاسِ والأبدان
ماتت ضمائِرهُم المهنية
وبعضُ القُضاة في المحاكم
أصحابِ الضميرِ النائم
ينصرونَ الظالم على المظلوم
يبرؤنَ المَحكوم
فيكسب القضيَّة
يقبضونَ الرشوة
فيشعرونَ بالنشوة
ويتخذونَ لها اسم
حلوان او هَديّة
وبعضُ الأساتذة ضعيفي النفوس
يتخاذلونَ بإعطاءِ الدُروس
طمعاً بالساعاتِ الخصوصيّة
والأمثِلةُ كَثيرة في هذهِ
الحياةِ المُثيرة المُمتلئةِ
بالحقدِ والبغضِ والغَيرَة
والمُفعَمَةِ بالأنانيّة
ليتهُم يفهَمون
أنَّ الدُنيا فانية
وقُطوفُها دانية
وحَيّاتهُم ستنتهي بِثانية
وأن الكفَنَ ليسَ لهُ جيوب
فلماذا يحمِلونَ في اعناقِهم
كُلًُ هذي الذنوب
ألا يعلمون أنَّها في
لوحٍ مَكتوب
عندَ علامِ الغيوب
من ديوان🌸 دموع الياسمين 🌸