وأن الحرب القادمة ، ستكون فوق مدنهم وقراهم ،ومطاراتهم ، ومحطاتهم
وأن القدرة النارية لم تعد الفيصل في حروبنا القادمة بل القدرة على التحمل
المحامي محمد محسن
ثلاثة تحولات دراماتيكية ستكون قد سقطت سقوط الصاعقة حتماً على رأس اسرائيل ، وحلفاء اسرائيل ، ومن طَبَّع أو يحاول أن يُطَبِّعْ مع اسرائيل ، وحتى حماة اسرائيل ، وممالك الغباء ، وهذه التحولات لا تشغل أفكار الاستراتيجيين وحدهم في اسرائيل ، بل تشغل بال كل الاسرائيليين من التجار ، والصناعيين ، وأصحاب البنوك ، وجل الاسرائيليين الصهاينة من هذه الأصناف ، والذين جاؤوا إلى فلسطين طمعاً بالمكان الاستراتيجي الهام ، الذي يمنحهم فرصة الثراء الفاحش ، أما الاسطورة الدينية الصهيونية ، فلقد كانت الغطاء الذي برر لهم المجيء .
ولكن وكما يعلم الجميع أن الرأسمالي جبان ، ولا وطن له ، وبخاصة الصهيوني السارقُ أرض الغير ، وأكبر مثال على ذلك ( السكنة العسكرية القريبة من الحدود اللبنانية التي تركها العسكريون مفتوحة ، بأسلحتها ، وفروا مذعورين خوفاً من رد حزب الله بعد ” أفيميم ” ) ، فوطن الرأسمالي حيث الاستقرار والربح ، لذلك كان غالبية الرأسماليين الصهاينة سيفرون برؤوس أموالهم بعد الرشقة الثانية من الصواريخ على منشآتهم . بينما تحمل الشعب العربي السوري تسع سنوات من الموت والدمار ، ( أعتذر عن المقارنة ) .
إذن الحروب القادمة ستكون ولأول مرة على أراضي العدو ، فهل يتحملون ؟؟ .
فليتعظوا ويفروا قبل أن يحين الحين ، ويصبح الفرار صعباً وقد يصبح مستحيلاً ، بعد تدمير المطارات والمرافئ ، فمنطق الأمور وفق هذه المعادلات الجديدة ، ينبئنا أن الكثيرين من هؤلاء الرأسماليين ( العقلاء ) القادمين من أوروبا ، سيفكرون بنقل رؤوس أموالهم إلى حيث بلد المنشأ ، ولكن بالتتابع وبدون ضجة ، ومن ثم النقلة النهائية إلى حيث مات الأجداد .
فإسرائيل ( المُسْتَعْمِرة ) ستكون في المستقبل غير البعيد ، وبعد سحق الارهاب الذي استثمرت فيه في سورية ، وبنت عليه أحلاماً وخابت كما خابت أمريكا ذاتها ، وبعد عودة سورية إلى صفائها ، واستقرارها ، وهذا الأمل ليس ببعيد ، ستجد اسرائيل نفسها ليست محاصرة فحسب ، بل لن تكون تحت رحمة الطيران اليمني المسير( البدائي ) ، الذي جعل السعوديين يشعرون بالعار ، كما هز ثقتهم بجدوى الحماية الأمريكية لهم ، فكيف سيكون حال اسرائيل ، التي باتت تحت رحمة ( آلاف ، عشرات الآلاف ، مئات الألاف ، وأكثر ) من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ، التي ستأتيها من حزب الله وغزة ، وسورية ، والعراق ، وحتى اليمن ، ولن ننسى إيران ، ومن غيرها أيضاً .
سيقول البعض من العملاء السوريين ، وغير السوريين ، أن اسرائيل قوية جداً ، وتملك القبة الحديدية ، ومن ورائها أمريكا الأقوى في العالم ، وحتى أوروبا التي خلقتها ، هذا صحيح وأكثر ، ولكن أليست أمريكا حامية السعودية ،؟؟ ولها عشرات القواعد المبثوثة على أرض الخليج ، فماذا فعلت ، وما هو مردودها ، تجاه الطيران اليمني المسير( المتواضع نسبياً ) ؟ ، وتجاه تدمير ناقلتي النفط في مرفأ عجمان ؟ ، والأهم تلك الضربة القوية التي نزلت على رأسها ذاتها ، عندما أسقطت الصواريخ الإيرانية أهم طائرة أمريكية ؟؟.
نقول إلى هؤلاء الذين لم يصدقوا بعد ( من العملاء ، والحاقدين ، والمتغربين ، ) ، ( لأنهم إن صدقوا ستتشقق أكبادهم حقداً بضياع أحلامهم ) .
نقول لهم :
بأن تحولاً تاريخياً قد بدأ من الانتصار السوري ، نعم هزم الغرب القوي ، وبدأ يفكك قلوعه من المنطقة ، ( حتى قواعد أمريكا باتت عبأً عليها )، لأنها باتت كرهائن تحت الصواريخ الإيرانية ، وغيرها ، ليس هذا فحسب ، بل سيتفكك الحلف الغربي ذاته ، وستخرج أوروبا من تحت ابط أمريكا ، التي تستعمرها منذ الحرب العالمية الثانية ، ( ولقد ذكرت هذه الحقيقة المستقبلية قبل ثلاث سنوات وعلى هذا الموقع ) .
وقبل أن نغادر هذا الرأي نعترف : أن اسرائيل قوية جداً وتملك قوة تدميرية هائلة ، والأقوى أمريكا ، وهما قادرتين على تدمير المنطقة ، ولكن لم تعد العبرة للقدرة النارية بل للقدرة على التحمل ـــ كما أوردناه سابقاً ـــ فالمهاجرين الاسرائيليين لا يتحملون تهديم غرفة واحدة من منازلهم ، فكيف إذا تدمرت مصانعهم ؟؟؟ ، وهذا يدركه الصهيوني ويحسب له ألف حساب ، أكثر منا ـــ لأن اجره في النار ــــ ، ولأن له منزلاً آخر في أوروبا أو غيرها .
هذا هو مستقبل اسرائيل ، مع احتمالات أخرى كلها ستفكك البنية الصهيونية لإسرائيل .
……………أمـــــا مملـــــكة بنـــــي سعــــــود فأمامـــها حلـــــين :
إما أن تخرج من اليمن مدحورة وتعيد ما هدمته ، وكذلك تفعل مع سورية ، وأن تلعن أمريكا التي أخذت بدل أجور الحماية سلفاً ، وتبين عدم الفاعلية ، فأمامها كل مبررات التخلي عن تلك الحماية ، وأن تتنصل من الفكر الوهابي التكفيري ، وإلا سيأتي من شعب الجزيرة من ينقلب على أمريكا وعلى الملوك الأجراء ، ( المساكين ) ، وما سيصيب السعودية ، سيصيب ممالك الغباء الأخرى ( البلورية ) ، فهل من متعظ ؟؟؟ .
كل هذه الاحتمالات أنا أثق بحدوثها تمام الثقة ، ومن يتابعني منذ ست سنوات يدرك أنني كنت قد أصبت بكل ما توقعت ) لأن الطرق الأخرى باتت مغلقة ، ولكن العملاء ، والطابوريين ، والمتشائمين ، سيقولون في أحسن الأحوال ( هذه تخيلات ) ، فدعوهم في أحلامهم السوداء .