ألوان وظلال…….
الفنان التشكيلي صفوان فرزات
أعمال مسكونة بالأحزان والهواجس تثير الدهشة
*عاش الفنان الراحل صفوان فرزات ضمن عائلة خبزها اليومي الفن ، أفرزت قامات فنية على امتداد الساحة العربية والعالمية لها حضورها القوي والفعال ، كفنان الكاريكاتير العالمي علي فرزات والفنان أسعد فرزات والفنانة منى فرزات والفنان الراحل صفوان فرزات الذي كرس تجربته الفنية الطويلة والرائدة في موضوعات شتى ، تناول فيها الجانب الاجتماعي والانساني والعشق المتبادل بينه وبين الطبيعة التي تزخر بها البيئة الفراتية الغنية بالسحر والجمال وعراقة الموروث ، ضمن أسلوب واقعي انطباعي تعتمد على تكامل اللون والخط والاقتران بين المرئي والمحسوس التي تبرز التكوين وتأكيده وتمنحه قوة الحضور في الشكل والمضمون …هذه التجربة الغنية خلفت وراءها انعطافات واتجاهات أخذت تتبلور في نهايتها ضمن التعبيرية والرمزية تلتي تعتمد الاختزال والتكثيف ، وتطرح الكثير من التساؤلات ، تدفع المتلقي للمتابعة والفضول في معظم أعماله .التي تكشف عوالم الأخرين ورغبة في رؤية ماهو جديد ، ومغاير لحياتنا الرتيبة المسكونة بالأحزان والهواجس والانكسارات المليئة بالغربة والذهول والدهشة ….
استطاع أن يُحمل مفرداته وشخوصه مشاهدهي أقرب ما تكون إلى الأسطورة ، بطريقة تعبيرية خاصة . هذا مايدفعنا للتساؤل ، هل ثمة حدود لخيال الفنان؟ أو هل لخيال الفنان المبدع أن يجسد حقائق تعاش في الحياة ، أم هناك حقائقفي الحياة لا يعرفها إلا الفنان تسكن خياله ، الذي تجعله يبني بيوتاً ومدناً وأناساً لا علاقة لها بهذا العالم .. وهذا ما نتلمس في أعمال الفنان صفوان حالة من الإغراق والغموض والتحليل وتركيب الأشكال لتخرج عن واقعيتها لتكون عالماً جديداً فيه الكثير من مقومات الخلق الغامض والدهشة . وجوه تنشد القيم الجمالية بصورتها الواضحة وخصوصية محملة بثقافة فكرية واسعة تعكس المعرفية في الانتاج وخبرة في التشكيل تختصر تاريخ الفن واتجاهاته ، تجعلنا وبرغبة شديدة أن ندخل في تفاصيل لوحاته وقراءتها بشكل مفصل لندرك ما يريد قوله في التكوين واللون التي تبدو مدروسة ومتماسكة مع بعضها مشكلة نصاً بصرياً متكاملاً من المشاهد المؤثرة التي تحرض فينا الدهشة والتأمل والقراءة في اتجاهات الحياة ومعطياتها الانسانية من خلال رؤية فلسفية يتعاضد فيها الفن والحياة والبحث عن ثمة حقيقة باطنة تفصح عنها الحقيقة الخارجية . لأن من شأن الروح والعاطفة والفكر أن تتجلى من خلال قسمات الوجه وحركات الانسان وأفعال الموجود البشري وألوان السماء وخطوط الأفق ، تدفعنا لمشاهدة أنفسنا أمام مرآة الحقيقة الغائبة نتيجة ارهاصات الزمن الصعب الذي تعيشه الانسانية من آلام واغتراب ، وجوه مفعمة بالحزن ، وجوه بلا ملامح واضحة ….كان همه طرح أعمال فنية عبارة عن رسائل انسانية بطريقة التفاعل البصري المؤثر كي يترك انطباعاً مؤثراً في ذاكرتنا ووجداننا صعب النسيان …
لقد كانت تجربة الفنان صفوان فرزات زاخرة بالابداع والعطاء والارتقاء والطموح والتجديد واكب فيها الحركة الفنية المتسارعة التي لا تتوقف عن الخلق والتجريب..تجربة غنية امتدت لأكثر من أربع عقود مع سبعينيات القرن العشرين.
رحم الله الباحث والناقد فناننا الكبير وأسكنه فسيح جنانه.
_ الفنان صفوان فرزات مواليد دير الزور ١٩٥٠
_ عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب
_ حصل على شهادة تصميم الديكور الداخلي من معهد الفنون التطبيقية في لبنان ١٩٧٧.
_ درس مادة الفنون في مركز اسماعيل حسني للفنون التسكيلية وفي مدارس المحافظة .
له العديد من المعارض الفردية والجماعية منها :
_ معرض فردي في صالة المركز الثقافي بدير الزور ١٩٧٠ _ معرض مشترك مع الفنان أنور الرحبي دير الزور ١٩٧٥ _ معرض الصداقة للشعوب ( ألمانيا الديمقراطية) ١٩٧٦ _ شارك في معرض جماعي في الكويت ١٩٩٣ _ معرض مشترك مع الفنان أنور الرحبي ونبيل رزوق في صالة فرات الشام ١٩٩٦ _ شارك في العديد من المعارض المشتركة خلال تواجده في دولة قطر _ وجميع المعارض الجماعية في المحافظة ..
_ حصل على الجائزة الأولى في تصميم سعار الندوة الدولية للآثار ١٩٨٣ _ وحصل على جائزة تصميم مدخل دير الزور الجنوبي طريق دمشق -دير الزور…
_ له العديد من تصاميم لأغلفة الكتب والدواوين الشعرية .
_ كتب عنه كثير من الفنانين والنقاد أبرزهم ( أنور الرخبي . مهيدي عبد القادر ، خالد صفية ، لؤي طلاع …….)
خليل عبد اللطيف