في الطفولة وعبثها محطات جميلة زرعتها الذاكرة، وفي هذه الظروف القاهرة لا يلومنا احد من اللجوء في احتضان العبث من خلال الهروب من الواقع الى الخيال،
كان عمري حوالي 6سنوات عندما عملت خلطة لذيذة جدا ايامها، “وهي حمض الليمون وفليفلة حادة وملح وقليل من النعنع واتلذذ بمصها وابتلاعها”، وكانت الصدفة ان رجلا كبير بالسن يسعل بقوة، والسعلة مزمنة لديه، ويبدو انه سل، قلت له: انا اعالجك، وهو صاحب بقالية بسيطة، فذكرت له تركيبتي المفضلة. ذهبت وفي اليوم التالي، كان والدي رحمه الله غاضبا مني فقال: هل تعلم إن الرجل كاد أن يموت من طبك، وعندما اقتربت من الرجل لاشتري منه، طار وراي وهربت، كهروبي اليوم من الواقع.