النهضة الأدبية وميكافيلية الثقافة العربية
………………………………………
قبل أن أبدأ الشروع في كتابة سطوري الأولي تاركاً العنان للكلمات تميل حيث تتجه الريح مسالك النزاهة والموضوعية مبتعدا عن الصراع والتنافس ساردا وقائع حقيقية لهالة من الوهم الثقافي ، فهم أناس غارقون في الأثرة والأنانية وكأنهم خلق أخر لجعل القارئ أكثر ادراكا للنتائج السلبية المتولدة لااتلمس الذرائع للتبرير وما له من انعكاس علي ثقة الناس ولكن التأكيد علي المصلحة الظرفية للشعراء والأدباء ورجال المال والأدعياء بعدم الثبوت والتلون داخل العمل الثقافي وقيمته التي تتراجع لصالح قيم التملق والإنتهازية المشينة دون مذهب أو عقيدة او نظرية محددة
لست والنهضة الأدبية علي صراع مع احد لتلويث الفضيلة بأقذار الهوي ولكنا وجدنا مرتعاً خصبا نرفض من خلالها أن تكون جسرا للمتاجرة فتلك لها مجالاتها ومسالكها وقوانينها التي لا تتقاطع ابدا وبأي صورة مع مبادئنا التي حاولت عبر السنوات القليلة الماضية العمل علي تحريك الجمود بنزعة اخلاقية اشعلت الحساسية الضميرية والثقافة الإنسانية لدي المثقف العربي من خلال مشروع يدفع بالفج والرتابة بشكل عملي وواقعي فتركت الارض بعيداً عن عقوبات التبعية للذين يفتقدون إلي الحكمة فأي تنمية أو ابداع ينصرها عمل وشواهد مخالفة اراء مكيافيلي ومضطهدة لتعاليمه في كتاب الامير «إن الذين يفتقدون إلى الحكمة عندما يبدأون أمرا جديدا، قد يسعدون بجني ثماره، ولا ينتبهون إلى السم الموجود بداخله». سعياً وراء الانتباه و صبغ العقول على الاحترام المتبادل والكرامة المتكافئة والتعاون الكامل وعلاقة ندية كاملة ومتوازنة تتصف بالشراكة الثقافية مستلهمين في ذلك الروابط التاريخية والإنسانية لنشكل معاً عنصراً جوهريا لضمان الاستمرارية فكل شىء مؤقت، يزول بزوال الظروف التي اقتضته إلا نحن زدنا مرونة ومتانة ورسوخاً
وما لبثت أن بدأت مرحلة المتاجرة لقائمة طويلة وعبقرية التفنن فى انتقاء الكلمات و انبرت أقلام الغمز واللّمز والشماتة بوصف كل ما حدث بنعوت هجائية دون النظر لكم الإيجابيات التي أحدثتها النهضة الأدبية منذ ولادتها حتي الآن فكل عمل يفتقر أفراده للروح المعنوية، وتسيطر عليهم مشاعر الصراع والتنافس وتسود بينهم الرتابة في الأداء والسلبية واللامبالاة بينهم، والعلاقات فيه تبنى وبشكل جوهري على مدى الانتماء (للشلة)، فثم انتهازي يهيمن على مقدرات هذه البيئة ويمسك بزمام الأمر فيها، بالأصالة أو النيابة وسياسته التي ستقوده حتما إلى مقولة من نفس كتاب الأميرتقول:«من الخير أن تتظاهر بالرحمة وحفظ الوعد والشعور الإنساني النبيل والإخلاص والتدين، وأن تكون فعالاً متصفاً بها، ولكن عليك أن تعد نفسك، عندما تقتضي الضرورة، لتكون متصفا بعكسها».نحن إذن أمام إشكالية عقلية لا تلتزم بمبدأ العدالة عندما تقبل بأن تداوي الناس وأنت عليل
إن مثل هذه الطائفة كالفطر العفن لا ينبت إلا في بيئة غير صالحة وعلها هالوكية تكوينه ونفعيته وانتفاعه في بيئة عفنة
وقاكم الله شرها