تشهد سورية الآن مرحلة في في غاية الأهمية بعد حرب دامت لثمان سنوات خلفت اليأس والدمار، مستنزفة الطاقات والقدرات مما استوجب تحركا جادا و أفكارا إعمارية وخططا تنفيذية على كافة الصعد والجبهات، لتنطلق المبادرات لإعادة إعمار البشر قبل الحجر انطلاقاً من فكرة أن الإنسان هو الأداة الرئيسيةللإعمار.
قام “فريق إعمار التنموي التطوعي” الذي بدأ مسيرته منذ عامين بمبادرات ومشاريع تنموية تستهدف المجتمع السوري، كان آخرها “keep Up” الذي انطلق يوم السبت الماضي14/12/2019 في “منارة باب شرقي المجتمعية” التابعة للأمانة السورية للتنمية، وذلك بدعم من “الأمانة السورية للتنمية” و “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”، حيث تضمن الدعم تأمين مستلزمات جميع أنشطة العملية التدريبية للمبادرة.
استهدفت هذه المبادرة اليافعين حيث سيتم تدريب 104 يافع ويافعة من قِبل مدربين أكفاء، ليتم تعليمهم على القواعد الصحيحة للغة الإنجليزية كتابةً ولفظاً، بالإضافة لعقد لقاءات تجمع مدربي اللغة الانكليزية في إعمار مع المدرسين القائمين على تعليم اللغة الانكليزية في المدارس لتبادل الخبرات، وتصوير سلسلة تعليمية لتعليم أساسيات اللغة الانكليزية ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي بما يحقق أكبر فائدة للمهتمين.
وصرح “محمد زنزول” ل “نفحات القلم”: “إن إعمار قام بالعديد من المبادرات تهدف لتأهيل مدربين كفؤ تضمنت تدريب عدد من طلاب الجامعات والمعلمين في مختلف المجالات، ليتم اختيار النخبة منهم للتدريب ضمن “إعمار” في حال رغبوا بالتطوع ضمن الفريق، ولدينا الآن60 مدرّب متطوع في كافة الإختصاصات”.
وأضاف زنزول ” نتبع في “إعمار” استراتيجية معينة تطمح لتحقيق أكبر قدر من التنمية والإفادة والإنجاز، اعتمدت على استقطاب المدربين من كافة الإختصاصات، بالإضافة لتدريب وتطوير عدد من طلاب الجامعة المتميزين ضمن اختصاصاتهم”.
وقال زنزول:”سنقوم ضمن مبادرة “keep Up” بملتقى تبادل خبرات يجمع مدربي اللغة الإنكليزية في “إعمار” مع المختصين من المجال ذاته من معلمي المدارس، مما يحقق تبادل المنفعة وتوسيع نطاقها حيث كل شخص تم إغناءه بخبرة جديدة من خلال الفعالية سيُكسِبُها لآخرين من محيطه سواء كانوا طلاباً أو معارف”.
ونوّه محمد زنزول أن “جميع مدربي قسم اللغة الإنجليزية في إعمار هم خريجي تدريبات إعداد مدرب لغة انجليزية لغير الناطقين بها “TESOL“، التي يتفرد فريق إعمار التنموي بتقديمها بشكل مجاني، وذلك بإشراف السيد “صفوان قدورة” استشاري قسم اللغة الإنجليزية ضمن فريق إعمار التنموي، ضمن استراتيجية سعت لخلق مدربين جدد يملكون الكفاءة والخبرة”.
وأضاف قائد الفريق “نسعى لتوسيع نطاق فعاليات تبادل الخبرات لتشمل دمشق وجميع المحافظات السورية على المدى البعيد، وذلك في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والحصول على أشخاص ذوي خبرة وكفاءة عالية في كافة الإختصاصات”.
وفي السياق ذاته التقى “نفحات القلم” كل من المدربين المتطوعين في قسم اللغة الإنجليزية “أيهم حيدر”،”أمينة حمدان”،”طارق سيوفي”، “كارول باشا” و”وفاء حمزة”، وهم ممن كانوا متدربين لدى إعمار سابقاً وأكدوا من خلال الحديث عن تجربتهم والإنتقال من مرحلة التدرب لمرحلة التدريب أنهم حصلوا على مستوىً لا يستهان به من الخبرة، بالإضافة لكسب أساليب جديدة للتعليم أكثر جدوى، مما دفعهم للتطوع في “إعمار” لإيمانهم بمبادئ الفريق ووجوب نشر المعرفة”.
وأضاف المدربون أن “طرق التعليم التقليدي باتت غير مجدية اليوم، خصوصاً أننا نتعامل مع جيل يختلف عن الأجيال السابقة بطريقة تفكيره كونه يعاصر الإلكترونيات ويميل نحو أنماط وأساليب مختلفة من التعليم، ففي إعمار ندخل وسائل المساعدة الحديثة من أجهزة وغيرها، ونتبع أساليب وطرق تواصل حديثة ومناسبة تجذب الطالب وتحببه بما يتلقاه من معلومات، والعدد القليل من الطلاب (12 طالب في كل شعبة بناءً على المعايير النموذجية) يتيح إمكانية أكبر للتركيز على الطالب و تحقيق الإفادة، وهذا ما يثبته تفاعل الطلاب ضمن الحصص التدريبية”.
وقد أكد الطلاب المستفيدون من الفعالية على الفرق الواضح في الأساليب المتبعة ضمن “إعمار” عمّا تلقوه سابقا، مما جعلهم يحبون المدربين وما يتعلمونه منهم من خلال الفعاليات التي يقيمها الفريق.
يذكر أن فريق “إعمار” قد بدأ نشاطاته منذ سنتين رافعاً لشعار “بالعقل نبدأ .. بالعلم نحيا”؛ ومن ضمن نشاطاته تقديم التدريبات بإشراف مدربين متخصصين؛ بشكل تطوعي بالكامل.
حنين أبو خير