هيام صعب
أعبر ليلي بهدوء
بالرغم من فوضوية أحلامي
أرسم في مخيلتي
كل الأزهار الوردية اللون
لأرسلها لك حين يؤذن الصباح
أحاول الهروب من ظلك الذي ملأ مكاني
وأحاول أن أسترجع كل العبارات
التي استملكت محيط أبجديتي
لكنك وبيديك القويتين جدا
تخفيها عني
و لكني ما زلت أحفظ بعضها
فذاكرتي المثقوبة
تستطيع الاحتفاظ ببعض الألوان الجميلة
لا تترك المسافات بيننا تطول
فالعشب بدأ ينمو
وهو لا يصلح للرعي
لطالما داعبته الريح وحاولت نزعه
لكنه تشبث بجذوره واستمر بالبقاء
حاولت أن أخيط المسافات
وأجعلك تتجاوزها بسرعة
لكن التعب قد أخذ مني
كل الالوان
في قاع بئر مليء بالوحل
احاول ألا أغرق
أستجمع الكلمات من حولي
أحاول أن أجعلها تطفو
أنظفها من كل مشاعر الحزن والألم
أغسلها مرات ومرات
أضعها في مصفاة روحي
لأجد أن الألم قد اقترن بها
الى أبعد حرف
كم مرة حاولت أن أخبرك
لكن لساني فقد مرونته
وابتلع الحكاية
حاولت أن أكتب لك
لكن الحروف انزلقت من بين أصابعي
وأصابها الصدأ
لم استطع أن أجمعها
وأدون الحكاية
حاولت أن أعبر بالرسم
فالألوان مملكة تتقن التجلي والوضوح
لكني ما وجدت في ديارنا
إلا الأحمر يضيء بنوره
فالسواد كان قد غطى المكان
حاولت بالصراخ
لكن صرختي كانت مكلومة
ابتلعت كل الآهات
وانزوت خلف جدار الأمنيات
حاولت العبور مرارا
لكن الطريق كان أطول من أن
تدركه قدمان غضتان
وأقصر من أن تدركه الحكايا