غيّب الموت الكاتب الأميركي الكبير كورماك مكارثي يوم الأربعاء 14 يونيو 2023 عن عمر قارب الـ 90 عاماً .
وأفادت دار النشر العملاقة “بنغوين راندوم هاوس” في بيان بأن مكارثي الذي عُرف بكتاباته التاريخية عن منطقة جبال الأبالاش الأميركي و”الغرب المتوحش” القاسي، توفي لأسباب طبيعية في منزله في مدينة سانتا في بولاية نيو مكسيكو.
واضافت ان “نجله جون مكارثي أكد وفاته”.
وكان عملاق الأدب ستيفن كينغ أوّل المعلّقين على رحيله إذ اعتبر عبر تويتر أنّه “لربّما أعظم روائيّ أميركيّ في عصره”. كذلك كتب المغنّي والعازف جيسون إيسبل على تويتر “كم منّا تأثّروا” بمكارثي؟، مضيفًا: “الرقم لا يقاس”.
وكان تشارلز مكارثي المعروف باسم كورماك مكارثي المولود في 20 يوليو 1933 في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق الولايات المتحدة) “أحد أكثر الكتاب شهرة وتأثيراً في العالم”، على ما وصفته الدار وقد غير مسار الأدب حسب الوصف ذاته .
كان والده محامياً لامعاً. لكن مكارثي قطع دراسته في بداية حياته وتمكن من أن يحصل على تكاليف معيشته كميكانيكي سيارات. ويتحدث آخرون عن حياة قاسية عاشها؛ كان ينام تحت الجسور، وفي غرف السجون، أشبه بالمتشرد، بالضبط كما صور فيما بعد بطل روايته «الضائع» الذي ترك عائلته البورجوازية لترمي به الأحداث إلى نهر تينيسي وينتهي هناك.
ومع أن الروائي لم يعرف النجاح إلا في مرحلة متأخرة من حياته، “تعلّق ملايين القراء في مختلف أنحاء العالم بشخصيات رواياته، وموضوعاته الأسطورية، والمشاعر الحميمة والصادقة التي وضعها في كل صفحة في روايات رائعة ستبقى إلى الأبد، لأجيال مقبلة”، بحسب الدار.
وكان مكارثي الذي عاش طويلاً في موتيلات متواضعة منطوياً على نفسه، ولم يدلٍ إلا بعدد قليل من المقابلات الإعلامية.
كانت أول أعمال مكارثي في عام 1965 رواية حارس الحديقة وبعدها بثلاث سنوات كتب رواية خارجا في الظلام بعد عام 1976 نشر روايته «الضائع» التي استغرقت كتابتها سنوات طويلة. مع أن المعنيين والعديد من نقاد الأدب والمحبين ثمنوا واحتفلوا بصدور الرواية التي تقدر بـ 600 صفحة ووصفوها بالعمل الاستثنائي لما تميزت به من رموز وتأويلات وتفسيرات غفيرة لإرث كبير من الميثولوجيا، إلاّ أن الرواية لم تسجل لدى القراء أعلى المبيعات وفي عام 1992 صدرت له روايه«كل الخيول الجميلة» التي حصلت على اهتمام استثنائي واعتبرت أول رواية له تسجل مبيعات عالية، ليس في الولايات المتحدة الأمريكية وحسب إنما في العديد من اللغات التي ترجمت إليها. وفي عام 2006 كتب روايته الطريق التي حازت على جائزة بوليتزر.
فاز صاحب الإثنتي عشرة رواية بعدد من الجوائز المرموقة في الولايات المتحدة، أهمها جائزة بوليتزر عام 2006 عن كتابه “الطريق” الذي يروي رحلة أب وابنه في بلد دمرته كارثة مجهولة السبب. ومنها أيضاً :
جائزة إجنوتوس لأفضل رواية أجنبية (عن عمل:الطريق) (2008)
الجائزة الوطنية للكتاب عن فئة الخيال (1992)
جائزة الكتاب الوطني (عن عمل:كل الخيول الجميلة) (1992)
زمالة ماك آرثر (ديسمبر 1981)
جائزة ليليان سميث للكتاب (عن عمل:ساتري) (1980)
الجائزة التذكارية لجيمس تايت بلاك
جائزة بن/فاکنر عن فئة الأعمال الخيالية
زمالة غوغنهايم
جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في الخيال
جائزة الصقر المالطي
جائزة بيليفر للكتب (عن عمل:الطريق)
إلا أن مكارثي لم يفز بجائزة نوبل للآداب.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )

















