يوم الثلاثاء 4 تموز الساعة 7.17 مساء حدثت ظاهرة طبيعية – الأرض في أبعد مسافة لها عن الشمس. بما يعرف بالأفيليون (Aphelion)أو نقطة الأوج
===========================================
في كل عام تحدث عن ظاهرتين طبيعيتين هما كما يسميان باللغة العربية نقطة الأوج (وهي أبعد مسافة بين الأرض والشمس) ونقطة الحضيض (و هي أقرب مسافة بينهما) وهما ظاهرتان طبيعيتان جدا تحددان مرور سنة واحدة هي المدة الطبيعية لدوران الأرض حول الشمس، ولكن لماذا بدأ الناس يتكلمون عن هذه الظاهرة الطبيعية بقلق كما لو أنها ظاهرة مخيفة وينتج عنها أخطار مناخية رغم أنها ليست كذلك، وهي تتكرر منذ بدء دوران الأرض حول الشمس منذ مليارات السنين وستبقى تتكرر لمليارات السنين القادمة طالما الأرض ندور حول الشمس وكل المخاوف من هذه الظاهرة محض اشاعات لا طائل منها إلا الجهل وإرعاب الناس.
صادف هذا اليوم الثلاثاء الواقع في 4/7/ 2022 وتحديد الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش و 19:17 بتوقيت دمشق ظاهرة فلكية سنوية تتمثل في وصول كوكب الأرض إلى أبعد مسافة له من الشمس حيث سيكون بعده عنها بحدود 152 مليون كم من الشمس، مما يعني أن الأرض ستكون في أبعد إلى الشمس بنحو 5 مليون كم عما كانت عليه يوم 2 كانون الثاني الماضي الذي شهد أقرب نقطة بين الأرض والشمس، حيث وصلت المسافة بينهما إلى 147 مليون.
من المعروف أن الأرض كغيرها من الكواكب تدور حول الشمس في مدار إهليلجي ” قطع ناقص”، لذلك ستكون الأرض فيما يسمى “نقطة الأوج” عندما تكون في أبعد نقطة قريبة من مدارها حول الشمس (4 تموز هذا العام)، وفي “نقطة الحضيض”. عندما تكون في أقصى بعد لها في مدارها حول الشمس.
على الرغم من أن الأرض ستكون في أبعد نقطة لها من الشمس يوم السبت، إلا أن الفصل حاليا هو فصل الصيف ودرجة الحرارة تكون مرتفعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وعلى العكس تماما، حينما تكون الأرض في الشتاء في أبعد نقطة من الشمس، تكون درجة الحرارة منخفضة، وذلك لأن أشعة الشمس تسقط بشكل مائل في النصف الجنوبي للكرة الأرضية خلال شهر آب “فصل الشتاء الجنوبي”، بينما تكون تلك الأشعة عمودية على هذه المناطق في شهر كانون الثاني ” فصل الصيف الجنوبي”.
إذا نستنتج أن تغير المسافة بين الأرض والشمس ليس السبب المباشر في حدوث الفصول الفلكية الأربعة بل أن تأثير البعد والقرب من الشمس لا يزيد أو يقلل الحرارة إلا بنسبة 6.45% فقط، بل التأثير الحقيقي هو لميل محور الأرض عن وضعه العمودي بمقدار 23.5 درجة، إلا أن دور البعد والقرب من الشمس الهام يتمثل في التأثير على طول تلك الفصول، فعندما تصل الأرض إلى نقطة الحضيض تتحرك بشكل أسرع في مدارها حول الشمس بسرعة 30.3 كم/ثانية، وهذا ما يجعل من فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أقصر فصول السنة، بينما يكون فصل الصيف الجنوبي هو الأقصر والأشد حرارة.
يبين الجدول المرفق مواعيد نقطتي (Aphelion) أي الأوج و(Perihelion) أي نقطة الحضيض لسنين سابقة ولاحقة
من المفيد الإشارة إلى أن تلك الظاهرة ليس لها أية آثار سلبية على سكان الكرة الأرضي وكل ما يشاع كذب وجهل.
د. رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ – قسم الجغرافية
جامعة تشرين