مريم علاء يوسف – نفحات قلم
أطلقت الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia بالشراكة مع مركز SET وأكاديمية إيكارد للتعليم المهني في اللاذقية ومعهد الفجر المهني في جبلة، مشروع “وتد” التابع لحملة “وَتن” التي نظمتها غرفة اللاذقية لمساعدة الأفراد والمجتمع على التعافي في مرحلة ما بعد الزلزال.
وانطلق مشروع “وتد” تحت شعار “لأن الأفراد نواة المجتمع وتحفيزهم تمكين له”، وهو يمتاز بأسلوبٍ إغاثيٍ فريدٍ من نوعه، قائم على تمكين الأفراد المتضررين ومساعدتهم على الحصول على قوت يومهم بأنفسهم.
وقال جونيور مخول، رئيس مجلس الإدارة المحلي للغرفة الفتية الدولية اللاذقية للعام 2023، إن “المشروع جاء بعد استكمال لجنة الاستجابة الفورية نتيجة كارثة زلزال سورية في شباط الماضي، ضمن حملة (وَتَن) ليصبح العمل أكثر استدامة وفائدة للمجتمع والأعضاء المتضررين. توجب علينا الانتقال من الأعمال الخيرية والإنسانية إلى أفعال أكثر فائدة واستدامة للمتضررين والمجتمع”.
وأضاف “يتواءم المشروع مع الاستجابة الفورية للكوارث، وقدم الدعم المادي للمتضررين، فضلاً عن منحهم فرصة التعليم المهني ومنحهم خبرات تفيدهم في الدخول إلى سوق العمل، ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع، ويستعيدوا أشغالهم وأعمالهم التي خسروها، أو مساعدتهم في تأسيس أعمال جديدة تمكن الفرد بعدها أن يعيل أفراد عائلته”.
وقالت ربى ميهوب، نائب رئيس مجلس الإدارة المحلي لغرفة اللاذقية، إن “مشروع (وتد) يندرج ضمن قطاع المجتمع، تحت حملة (وَتَن) وحملة RISE العالمية التي أطلقتها الغرفة الفتية الدولية على مستوى العالم، بعد وباء كوفيد-19، وهي حملة تطبق في وقت الأزمات”.
وأضافت: “بعد الزلزال أطلقنا حملة (وَتَن) وتضمنت مشرعاً فرعياً يحمل اسم (وتد) ويهدف إلى تحفيز الأيدي العاملة، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في تأمين حياة كريمة وصحية للأفراد عبر تدبير الأساسيات لحياتهم؛ مثل الفرشات والحرامات ومساعدات مستدامة، أو لتامين حياة صحية من خلال تقديم سلل نظافة للمتضررين”.
وتابعت: “في المرحلة التالية، أجرينا مقابلات مع المتضررين، واخترنا 45 فرداً للالتحاق بأكاديمية (إيكارد) للعلوم المهنية؛ وانخرطوا في دورات عملية؛ مثل الحلاقة والخياطة والمحاسبة وصيانة الموبايلات في اللاذقية، وبعد إتمام النصف الأول من التدريب شارك المتدربون في حلاقة شعر متضررين في مراكز إيواء قبل العيد وبعده (في 3 مراكز إيواء كان بها مراكز حلاقة رجالية ونسائية بالإضافة لنشاطات مسلية للأطفال)”.
وأشارت ميهوب إلى أن المتدربين سيحصلون على شهادات مهنية مصدقة من الجهات الرسمية، في المؤتمر الختامي، بعد نجاحهم في الامتحان الختامي، إلى جانب منح الحاصلين على المراتب الأولى منهم معدات كاملة تساعدهم على افتتاح مشاريعهم الخاصة”.
وقالت ميهوب: “في مدينة جبلة، طبقنا الخطة ذاتها، وأجرينا مقابلات مع متضررين وسجلنا 35 شخصاً للحصول على دورات مهنية في معهد (الفجر) المهني، ليتم تكريمهم في المؤتمر الختامي، وسنكلف متدربي مهنة الخياطة بمهمة خياطة (بلوز) للمتضررين في مراكز الإيواء”.
وأضافت: “لم نكتفِ بذلك فقط، بل ركزنا في مشروع (وتد) على الجانب الدراسي، من خلال مساعدة طلاب شهادة الثانوية العامة وطلاب الجامعة، ودعم مشاريع تخرج وتسجيل دورات بمعهد SET حيث ساعد بتسجيل دورات للصيادلة والأطباء وطلاب التحضيرية، بالإضافة إلى دورات بالإنجليزية والألمانية”.
من جانبها؛ قالت يمامة أحمد، مديرة المشروع: “أطلقنا (وتد) مطلع نيسان الماضي، بهدف تحفيز اليد العاملة من متضرري الزلزال في اللاذقية وجبلة، وإيجاد حلول مستدامة لدعمهم، ولكنه توسع وتوجه لدعم بعض الحالات الصعبة التي تخطت ضرر الزلزال، بحيث وصل المشروع لدعم اليد العاملة للمكفوفين ضمن اللاذقية أيضاً وسيبدأ التنفيذ قريبا. بإضافة إلى الحالات التي احتاجت دعماً دراسياً”.
وأضافت: “نجح مشروعنا في الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص ومساعدتهم على الحصول على شهادات معتمدة ليتمكنوا من ممارسة مهنهم”.
وتابعت: “حقق مشروعنا أيضاً فائدة كبيرة لأعضاء الغرفة، إذ منحهم خبرة فريدة في القدرة على التعامل مع أفراد المجتمع، وحفزت لديهم الجانب الإبداعي لابتكار حلول مستدامة تنمي مجتمعهم، وأصبحوا قادرين على تجاوز ضغوطاتهم والعمل المثمر على الأرض، من خلال توزيع عديد من الأدوات المستدامة، وزيارة كثير من مراكز الإيواء وصقل مهاراتهم في التواصل الفعال مع المتضررين من مختلف الفئات؛ شباب ونساء وأطفال وكبار سن ومرضى.
يُذكر أن الغرفة الفتية الدولية هي منظمة عالمية غير ربحية للمواطنين الفاعلين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً، منتشرين في أكثر من 5 آلاف غرفة في أكثر من 100 بلد حول العالم. ويسعى أعضائها لخلق أثر إيجابي من خلال تنظيم مشروعات تعمل على تطوير الفرد ما ينعكس إيجابياً على المجتمع.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية lcc وتضم حالياً 9 غرف محلية؛ هي دمشق وحلب وحمص والسويداء واللاذقية وطرطوس والوادي وبانياس وأوغاريت.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية عام 2008 وتضم نحو 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي