د.رفعت شميس
الانحطاط الثقافي ليس فقط في غياب وزارات الثقافة عربيا وعالميا وتخلف العربية منها عن مواكبة التطور المعلوماتي والمعرفي .ولا سيما حين يصل إلى مناصب الوزارات الثقافية من ليس لهم علاقة بالثقافة ، وإنما يكمن الانحطاط الثقافي ايضا بتراجع الفكر المعرفي العلمي مع طغيان اللغو في المحافل والمنابر وعلى وسائل التواصل وفي التلفاز وغير ذلك الكثير من وسائل الاتصال والتواصل .
ومن صور الانحطاط الثقافي :
1 – المسلسلات الدرامية المدبلجة . والمبتذلة التي لا تقدم لا فكرا ولا ثقافة ولا ادبا ولا ابداعا .والتي فهم كتابها ان العلمانية تكمن في ضرب القيم الاخلاقية والمثل العليا .
2 – بعض المسلسلات المحلية ولا سيما المبتذلة ذات الافكار المكررة والتي شوهت تاريخ البيئة الشامية بل واساءت إلى اجيال غادرتنا عندما راحت تحاول ان ترسخ في عقول الاجيال الحاضرة ما لم يكن عليه السابقون من ذلك التشويه المتعمد .
3 – ظهور من يسميهم البعض ” شعراء.. ادباء ..” وما هم الى الشعر أو الادب في انسجام معرفي والمؤسف ان بعض ما يسمى بالدواوين الشعرية قد حظي بموافقة وزارات الاعلام على النشر .. وبعضها يطبع في مطابع وزارات الثقافة .
وييستمر الانحطاط الثقافي مع تعاظم دور الفاسدين في القطاع الثقافي والاعلامي وفي بعض الوزارات التي تعني بالتثقيف والتثقيف الشعبي . ولا استثني وزارات التربية والمعارف في كثير من البلدان ولا سيما بلدنا وكلنا يتذكر قضية المناهج وما أثير من جدل حولها .
طبعا هذا غيض من فيض ولا يمكن في عجالة استعراض الكثير من صور الانحطاط الثقافي التي صارت سمة بارزة في عصرنا .
الشيء المرعب حقا أن نطلق على عصرنا اسم : عصر الانحطاط الثقافي في الوقت الذي نسميه ايضا : عصر المعرفة الالكترونية والمعلوماتية ولكن علينا ان ننتبه إلى أمر في غاية الأهمية ، ان التقدم العلمي الكبير في مجال التواصل والاتصال والانترنت كوسيلة نشر خارقة من حيث سرعة وصول المعلومة كل ذلك يعد في اعتقادي انه من دواعي ازدياد الانحطاط الثقافي . اجل فإن الانحطاط الثقافي استخدم الاعلام مطية له .
وهذا ما نبهت عليه في محاضرة القيتها عام 2005 في اللاذقية حول الاعلام والثقافة في عصر العولمة .
وللحديث بقية .