في إحدى مقابلاته بعد مشاركته بأمسية شعرية في حلب عام 2008 قال (( الشعر لم يعد منبريا بعد أن عزف الشعراء عن مواضيعه التي كانت في السابق نهر المشاعر لمجرد اللهج بها …. بالتالي لم يعد الشعر جماهيريا ))
شاعر تتميز كتاباته بالعمق الفكري والخيال الخصب ميزة تتجلى واضحة في ديوانه (( عندما في الأعالي ))
ضيفنا في نفحات القلم الشاعر سليمان الحكمية
حاورته لنفحات القلم : منيرة أحمد مديرة الموقع
* لك في الشعر ميزتك الخاصة التي تختلف فيها عن الآخرين ؛ كيف ترى ذلك .
** باختصار ، وبعيدا عن مبدأ المفاضلة ؛ وهو مبدأ لا أحبذه ؛ كما أنه غير منتج ، فلكلّ تجربة طعمها الخاص .. ما أكتبه لا يشبه أحدا ولا يقلد أحدا ، وأزعم أن شعري ارتاد فضاءات مغايرة الى حد كبير ، وهذا ما يولد في روحي الاطمئنان ..
في الواقع ، أنا فَرِحٌ بتجربتي ، ومقتنع بها ، من حيث اتجاهها العام ،
لكنني أسعى دائما لأجعلها تجد في طريق الجمال قدر طاقتي ..
أعترف أنني أحب شعري ، وأرى أنه يمثلني جماليا ومعرفيا ..
* من تخاطب في شعرك .
** لا أحد .. نعم لا أحد .. هو نص الى لا أحد .. نبع يتفجّر ولا ينتظر الورّاد ، ولا يعرفهم ..
الشعر ” شيئ ” ، ” كائن ” موجود ؛ هكذا .. تتعرقه مسامات الكون وترشّه في حياتنا .. متروكاً .. لقاحاً .. مشاعة لكل متفاعل .. هو مادة قابلة للتحوّل في الذهن والروح .. يُستحلب منها الفرح أو الحزن ، السكينة أو القلق ..الخ .. وهو اما ان يُتَقبّل أو يُرْتَفَض ..
أكتب الشعر بحيث يكون “بروفا ” ممكنة لمواجهة انغماسية بينه وبين اللّاأحد ، بما هما أكوان مكثّفة ، وذوات فاعلة ، تنخرط في المواجهة لتتّقد الجذوة ، وتتحصل دهشة ومتعة التشارك والتلاقح ، والتوليد ..توليد الخير والحق والمحبة والسلام والجمال ..
* كيف يصل الشاعر الى جمهوره .
** في الواقع ، لا أعرف ، ولم اجتهدمن أجل ان أعرف ، من جهتي ؛ أقول ماعندي ، متجردا من النزوع الشعبوي ، وهذا ؛ ربما ؛ يجعلني أكثر حرية ، ويجعل نصي أكثر تحرّرا ، ولعلّ ما قلته آنفا يوضح ذلك .
* الشعر العربي في وقتنا ؛ هل انت راض عنه .
** أعترف ، هذا سؤال كبير عليّ ، ما أنا في موقع يسمح لي بتقييم الشعر العربي، ولا أدّعي الكفاءة لذلك ..
أطلع على قصائد حديثة النشر ، جميلة ومقنعة ، أحبها وأفرح بقراءتها ، لشعراء من مختلف الأقطار العربية ، ومن المهاجر ..
لكنني ؛ وهذه مناسبة تسعدني ؛ أسجل اعجابي الكبير ومحبتي للتجربة المهمة للشاعر ” بول شاول ”
والتي أرى أنها النموذج المقنع ، لقصيدة نثر عربية ، وهي تجربة ؛ للأسف ؛ لم تُقْرأ بعد .. وأنوه بمجموعة يتيمة موسومة ” انفجار ” للشاعر عبد الرزاق معروف ، وهو شاعرمغمور ( كما انا ) ، وقد صدرت منذ أربعين عاما ، ولكن لم يلتفت اليها أحد ..
لا أقول شيئأ لشعراء اليوم .. لا أحب الأستذة ، وما أنا بموقعها أصلا ، ولا أحب توجيه نصائح ، أنا أحوج اليها ، هم أدرى بتجاربهم ، وهم أقدر على بلورة رؤاهم .. ولكلّ مجتهد نصيب ..
* ما قولك في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشعر وعلى الأدب بشكل عام .
** في الواقع ، ان هذه المواقع تتيح فرصة نوعية ، حيث تتم الكتابة والنشر في وقت واحد تقريبا ، مع امكانية التصحيح او التعديل ، مع اتاحة الانتشار السريع والعريض ، وامكانية الاطلاع على نتاجات الآخرين من كل مكان ، وخاصة لمن يجيدون لغات أخرى .. لذلك ؛ربما؛ توسعت أكثر ظاهرة نشر الابداعات في هذه المواقع ، وخاصة الشعر ، والابداعات القصيرة .. الخ.. حتى الأعمال التشكيلية ، يتم نشرها وتسويقها ايضا ..
وتعتبر هذه المواقع منبرا هاما للتعريف بالأعمال الأدبية ، والمؤلفات العلمية ، وإشهارها وتسويقها .. وهذا كله ايجابي ؛ كما أرى .. غير اني لم أعتمد هذه المواقع للنشر ، دون أن أعرف سرا واضحا لذلك ، ربما كان ذلك تماشيا مع موقفي بعدم النشر في وسائل الاعلام من قبل وحتى الآن ..
* نلحظ غيابك او ندرة حضورك في المنابر الثقافية ، لماذا؟
** اولا انا غير منخرط في الوسط الثقافي ،المركزي خاصة ( العاصمة )،
كما لا أدفع كتاباتي للنشر في وسائط الاعلام ؛ على تعددها ؛ المحلية والعربية ..
موقع ” أخبار الشعر ” عندما نشر خبر حصولي على ” الجائزة ” ؛ نوّه بأنني غير معروف في الاوساط الثقافية ؛ وهو محق في ذلك ..
ثم ان النجومية لم تكن ضمن اهتماماتي ..
* ، * كيف استقبل الوطن حصولك على جائزة الشعر من رومانيا .
( بعد صمت )
** خبر قصير في الشريط الإخباري في تلفزيوننا الوطني ، وخبر صغير من سطرين في صحيفة ” البعث “، وأنا أشكرهم على كل حال ..
* هديتك للقارئ ؟
صورة القصيدة استللتها من صفحة ” أصدقاء الشاعر سليمان الحكمية “
سليمان الحكمية
ولدالشاعر في شهر تموز من عام /1948/ في قرية “الحكمية” التابعة لمدينة “جبلة”في “اللاذقية”.تخرج من جامعة “دمشق” قسم الصحافة في شباط /1976/
له مجموعة شعرية بعنوان«عندما في الأعالي».
حاصل على الجائزة العالمية الرفيعة للشعر في المهرجان الشعري الذي أقامتهالأكاديمية الدولية في “رومانيا” في مدينة “كورتيا دي آرجيس”. عن المسابقة والفوز: حصل على الجائزة بنهاية فعاليات مهرجان الشعر العالمي في مدينة “كورتيا دي أرجيس”CURTEA DE ARGES)) الرومانية، الدورة الثانية عشرة، هو مهرجان تنظمه سنوياً ومنذ عام /1997/ م الأكاديمية العالمية “شرق-غرب” (INTERNATIONAL ACADEMY “ORIENT-OCCIDENT“)الرومانية. وهي مؤسسة خاصة بادر إلى تأسيسها الكاتب والشاعر الروماني الكبير “دوميترو آين” ( M. ION ( DUMITRU (الرئيس)، والشاعرة الرومانية الكبيرة والمتميزة “كارولينا إليكا” CAROLINA ILICA) (المدير الفني). في هذه الدورة الثانية عشرة لهذا المهرجان المنعقدة في الفترة من 16- 22 تموز لهذا العام /2008/ م تحت شعار: 1001 قصيدة، شارك فيه حوالي 50 شاعراً من 25 بلداً، بينها كندا واليابان وبريطانيا وفرنسا وروسيا والسويد والنرويج، ومن أوروبا الشرقية وآسيا
الشاعر الحكمية
باحث مهتم بتاريخ الأديان المقارن وعضو باتحاد الصحفيين في سورية.))