توفي صباح يوم الأحد الفائت في الرياض 26 نوفمبر( تشرين الثاني ) 2023 عالم اللغة السعودي د. محمد بن عبد الرحمن المفدى عن عمر 92 عاماً .
وهومن علماء العربية، محقق بصير، وأستاذ جامعي قدير، ملقب بشيخ النحاة في السعودية. وهو من أول من نال دكتوراه في النحو في المملكة العربية السعودية.
وُلد محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن آل مُفَدَّى في بلدة أُشَيقِر بإقليم الوَشْم أحد أقاليم نجد في المملكة العربية السعودية، عام 1931م. أُصيبَ وهو في السادسة من عمره بداء الجُدَري، فكُفَّ بصرُه.
حفظ القرآن الكريم في طفولته وهو طالبٌ في المرحلة الابتدائية في بلدة شَقراء، واعتنى بحفظ المتون في المرحلة المتوسطة الإعدادية؛ فحفظ من المتون: زاد المستقنع، وبلوغ المرام، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات. وأقبل على حفظ الدواوين الشعرية في المرحلة الثانوية في الطائف؛ فحفظ دواوين: المتنبي، وشوقي، وحافظ، والرُّصافي، وغيرها.
درس في دار التوحيد بالطائف سنتين؛ عام 1953 – 1954 م ثم عند افتتاح المعهد العلمي بالرياض التحقَ به فتلقَّى فيه علوم العربية والشريعة، ثم أكمل دراسته في كلية اللغة العربية بالرياض عام 1958 م، وكان الأولَ على دُفعته. وأيام دراسته الجامعية أتقن الكتابةَ بالآلة الكاتبة باللغتين العربية والإنكليزية، وكان أحدَ ثلاثةٍ من المكفوفين هم أولُ من تعلَّم القراءة والكتابة بلغة (برايل) في السعودية.
وفي الرياض تلقَّى العلمَ الشرعي على الشيخين محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وأخيه عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ.
ثم تابع دراسته العليا في مصر؛ فحصل على شهادة الماجستير من كلية اللغة العربية في جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1968م، ثم على شهادة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1976م، ليكون بذلك أولَ من يحصل على الدكتوراه في الدراسات النحوية من الأزهر في المملكة العربية السعودية، ومن أول من يحصل عليها على العموم.
حملَ الشيخ المفدَّى همَّ التعليم والتربية، فانقطع لتدريس علوم العربية ولا سيَّما النحو والصرف على مدار سنوات طويلة، بدأ التعليم في معهد الرياض العلمي من عام 1959م إلى 1963م، ثم انتقل إلى كلية اللغة العربية التابعة لرئاسة الكليات والمعاهد التي صارت فيما بعد النواة لـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وتولَّى مناصبَ إداريةً وأكاديمية رفيعة؛ منها رياسةُ قسم النحو والصرف قرابة 15 عامًا؛ من 1981م إلى 1995م. وأُحيل على التقاعد عام 1997م. لكنَّ الجامعة تعاقدت معه لتستفيدَ من خبراته، فاستمرَّ في التعليم سنوات أُخرى إلى عام 2008م. وأشرف على رسائل الطلاب في الماجستير والدكتوراه، وشارك في مناقشة عدد منها.
وقد اشتَهَر المفدَّى بالصَّرامة في أداء أمانة العلم والتعليم والإدارة، وبكراهية المجاملات، ورفض الوساطات أيًّا كان مصدرها، مع تواضُع ورقَّة ولين جانب في النصح والتوجيه، وحدَبٍ ورقة على الطلَّاب المتعلِّمين. وتخرَّج به أجيالٌ من الطلبة، نبُهَ منهم كثيرون في اللغة والنحو، وأشرف عليهم في الدراسات العليا .
واختيرَ عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ست سنين، وعضوًا في لجنة الترشيح والاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي من عام 1977م إلى 1991م.
من كتبه :
1) في التحقيق:
تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد، للدَّماميني (في 8 مجلدات).
إنباه الأنباه على تحقيق إعراب لا إله إلا الله، للكوراني (في 4 مجلدات).
2) في التأليف:
الدماميني حياته وآثاره ومنهجه في كتابه “تعليق الفرائد”.
ما تلحن فيه الصحف (بالاشتراك).
حديث (ما).
3) بحوث ومقالات:
نشر عدداً من البحوث والدراسات والمقالات في المجلات والصحف والدوريات العلمية المتخصِّصة والمحكَّمة، منها: (مَن) أقسامها وأحكامها. النسَبُ إلى ما آخره ياء.النسَبُ إلى فَعِيلة. النعوت المتعدِّدة.دفاع عن مناهج النحويين القدماء (حلَقات نشرها في جريدة الرياض).المكفوف في مجتمعنا.بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية.
وفي تكريم د. المفدى :
أقامت كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في 27 مارس 2008 م حفلًا تكريميًّا للدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدَّى.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقام النادي الأدبي في الرياض في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2015، حفلَ تكريم الرواد في خدمة اللغة العربية؛ بتكريم علمَين بارزين من أعلام اللغة العربية في السعودية، لجهودهما في خدمة “العربية”، وهما الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدَّى، والدكتور عبد الله بن حمد الدايل.
إعداد : محمد عزوز
عن ( مواقع وصحف )
كل التفاعلات:
محمد عزوز و٢٦ شخصًا آخر