وطنٌ ليس فيه ( كَبِدٌ ) إلا وأصيبَ ، بشهيدٍ ، أو جريحٍ ، أو بتهديم منزلٍ ، أو بجرحٍ معنوي
ومع ذلك قال لكل طـــغاة العـــالم ، [ لن تمروا ] ، فأرضنـــا قدستها ، دماءِ الشهداء
ويقول الآن للعملاءِ الانتظاريين ، موتوا بِحقدكمْ ، من لم يَهَبْ من الموتْ ، لن يُركِّعُهُ الجوعْ
المحامي محمد محسن
[ اعلم أيها الموطن الغيور ] ، أن الكثير ( من العملاء الانتظاريين ) ينتظرون على الأبواب يتلصصون ، باحثين عن كلمة ، عن موقف ، عن اشاعة ، عن شكوى ، عن حالة تشكيك بتحالفاتنا الصامدة مع روسيا ، مع ايران ، ليُشَبِّبَوا بها ، ويضيفوا لها ، وينشرونها في كل العالم ، بعد التبديل ، والتعديل ، مبشرين رفاقهم من العملاء ، أن سورية تعيش مأزقاً اجتماعياً ـــ اقتصادياً ـــ سياسياً .
( ثم يقولون لهم لا تقنطوا لايزال هناك أمل في النيل من صمود دمشق ( اللبواني الجاسوس الاسرائيلي نموذجاً ).
لكن دمشق تجيبهم : نعم أنتم وأسيادكم ، لم تتركوا في جسدي ، موضع ضربة سهم إلا وأصيب بجرح غائر، ولكن كل رمية رميت بها ، لم تمتنِ ، بل كانت توقظني ، وتزيد من صمودي ، كما لم تتركوا وسيلة للحرب النفسية إلا واستخدمتموها .
كل هذا جاء يقول لي أنتِ دمشق التاريخ ، دمشق أرض الشهداء ، انهضي من جديد ، نعم أنا دمشق أم الدنيا ، فان مت مات الشرقُ ، وتوحشَ الغربُ .
لكـــــن الســــؤال الـــذي يجــــب أن يســـأله أي مواطـــــن لنفســـــه :
لماذا كل سكاكين العالم تتجه إلى دمشق ، وماذا فعلت دمشق ؟ حتى يأتي كل وحوش الأرض لذبحها ، وتجويعها ، من ايغور الصين ، إلى شيوخ النكاح في السعودية ، وكل أسلحة الدمار الغربية ؟ .
لأن الجواب يحوي في أحشائه ، أهمية دمشق ، ومكانتها ، ودورها ، وأن دمشق هي قلب العالم ، لذلك حركوا ضدها كل وحوش الأرض ، ومن هنا عظمة تضحياتها .
[ وحتى على الملوك الأجراء ، أن يدركوا أيضاً ( تخيلوا ) ] ، أنه لو تحقق ما كانوا يبغون من ( قتل لدمشق ، وتمزيقها ،على يد داعش ) ، ستكون الكعبة في مكة ، محطةُ خليفةِ الخليفة البغدادي الأخيرة ، لتنصيبه خليفة من على منبر الكعبة .
وبعدها يسهل تمزيق الأردن ، وهضم فلسطين ، وابتلاع لبنان ، والتوجه شرقاً حيث بغداد ، وطهران ، ويترك الوحش الاسرائيلي يقسم البلدان ، دساكر ، ودويلات مذهبية ، وفق هواه ، اذن دمشق تدافع عن الكل (حتى الذي خان ) .
أما السيطرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط ، والبحر الأحمر ، فهذا يعني انهاء حلم طريق الحرير الصيني ، واغلاق المياه الدافئة أمام روسيا .
مـــــــــــــن هنـــــــــــــا نــــــــــــــدرك :
لماذا كان المطلوب ليس تمزيق الجغرافية السورية وقتل مواطنيها فحسب ، بل تثبيت السيطرة الأمريكية على العالم عقوداً أو قروناً أخرى ، وتحقيق صفقتين للقرن ، صفقة ابتلاع فلسطين ، وصفقة تمزيق بنية المنطقة بأسرها .
من هذا الأفق الواسع ، علينا رؤية ما كان يخطط لسورية وللمنطقة ، بل للعالم ، ومن هذا الأفق يمكننا تحديد أبعاد الصمود السوري ، والثمن الغالي الذي دُفع في سورية ، الذي لم يكن ثمناً لحرية سورية ، بل ثمناً لإنقاذ العالم وصولاً إلى فنزويلا ( التي تصل الآن البواخر الخمس المرسلة إليها من ايران البطلة ، المحملة بالنفط بالتتابع ، تحت بصر الأساطيل الأمريكية ( بتحدٍ ) .
مئات الآلاف من الشهداء ، والتدمير ، والتهجير ، والحصار ، والفساد والافساد ، وعشرٍ من سنين الصمود ، (والتجويع) .
هــــــــذا هــــــــو واقـــــــعنا
……………………… فمــــــــــا العـــــــــــمل ؟؟
ليس أمامنا سوى طريقين لا ثالث لهما .
1 ـــ الصبــــــــــر والتحــــــــمل واستــــــــمرار التحـــــــــدي .
وهذا يقتضي استيقاظ الحكومة المتعبة ، أو تبديلها ، والنزول إلى الأرض لمعالجة قضايا الناس عيانياً ، وبذل أقصى الجهود على كل الصعد ، مع تنشيط اعلامي ، يواكب معاناة الناس ، والجهود المبذولة من الحكومة لمعالجة مآسي الناس ، واجتراح الحلول ، ومع ذلك : لا يجوز أن يغيب عن أذهان المواطن الغيور المتعب ، الواقع الاقتصادي الصعب للحكومة ، من جراء الحرب ، والحصار .
أما الفاسدون المفسدون المتخرجون من مدرسة ، خدام ، وطلاس ، وما زاد عليهم من أثرياء الحرب ، والتجار الاحتكاريين ، هؤلاء الوحوش لن نطلب منهم العون ، لحل الأزمة الاقتصادية ، لأنهم أعداءٌ : يمتصون نسغ الحياة ، من قوت المواطن الصابر .
2 ـــ وإمـــــــــــــــــــــا الاستـــــــــــــــــــــــــــــــسلام .
[ وهــــــذا لــــــن يـــــــرد فــــــي قواميـــــسنا ] .
لأن سورية ستصبح لا سورية ، خمس دويلات مذهبية متصارعة ، موت اضافي بالملايين ، تحويل للمواطن العربي السوري من مالك إلى أجير .
لا لبنان ، ولا اردن ، وحتى ولا سعودية ، وستُبْلَعْ فلسطين ، ويقسم العراق ، وتسقط ايران في حضن أمريكا .
أما الصين فستحجم ، وتحاصر ، وينهار شعارها الحزام والطريق ، ويعزز أعداؤها المحيطين بها .
أما روسا فلا مياه دافئة ، ولا مجال حيوي ، بل مجال اقليمي محاصر ، وستسلخ عنها كل الجمهوريات الموالية .
( من هنا علينا أن نقرأ متانة التحالف الاستراتيجي ، الذي لا ينفصم ، بيننا وبين روسيا ، وايران ) .
لـــــــــــــذلك رسالـــــــــــــــتنا :
[ نجوع نعم ، نحاصر نعم في طعامنا ، ودوائنا ، ولكن سَنُحَوِّلُ هذه المعاناة إلى صبرٍ وتحدٍ .
[ ونلعن كل من يوهن عزيمة المواطن ، قولاً أو فعلاً ، من الطابور الخامس المتربص ، وكل من يغلق أبواب الأمل أمام المواطن المتعب ] .
[ ونشد على أيد الساعين لبذر روح التحمل ، والتحدي ، ومواجهة الحصار ، وفتح أبواب الأمل ] .