على حافةِ المساءِ
تحت ظلالِ الجنونِ
يصطدمُ نبضُ قلبي بدمي
يفتحُ نافذةً لرياحِ الصمت
تحصدُ أوراقَ عمري المتساقطةَ
على قارعةِ الطريقْ
لم يبقَ الا القليلُ
وكثيرٌ من شبقٍ
صار في زحمةِ الدربِ غريقْ
أنا المحكوم بقبلتِها الأخيرةِ على فمي
صداها فضاءٌ من الأمنياتِ
ألتقطُ معها صورةً تذكاريةً
قبل أن تذبُلَ أو تشيخَ فننساها
أقبضُ بقوةٍ على عصايَ السحريةِ
أنفخُ فيها زفيري الملطخِ بإرادةِ البقاءِ
وأرمي بها في عرضِ المحيطِ
أتغلبُ على لعنةِ برمودا المسكونةِ بنعيقِ الخرابِ
أُحطمُ ذاكَ الجدارَ الحديديَ
أحررُ بياضَ الفجرِ المسجونِ
خلفَ أوهامِ الليلِ العتيقْ
أجعلُهُ أنثى وجهُها بمساحةِ السماءْ
عيناها نجمانِ يُضيئانِ وحشةَ الفضاءْ
بين عينيها قمرٌ يغني
لحدائقَ بابلَ المعلقةِ على صدْرِها
يلتفُ حولَها سورُ الصينِ العظيم
تُذكرني أشعةُ الشمسِ
المتسللةِ عبرَ مساماتِ سحرِها
بيومِ ميلادي
أقفُ في قلبِها كمتصوفٍ في معبدِ أرتميس
أرتدي ثوبَ الكهنةِ والعرافين
أحاولُ فكَّ طلاسمَ الخيوطِ المتشابكةِ على كفِها
تقودُني للتسلقِ على جسدِها الدافىءِ
للوصول الى شفتيها
تتعرى عليها الكلماتُ
لأُكملَ بها جنونَ القصيدةِ
أحولُ الصمتَ الى جرسٍ يقرعُ في قلبي
وكأننا في كنيسةِ القيامة
نصلي ونكتشفُ سرَ الوجودِ
أفتحُ النافذةَ لأرى العجبَ
أوراقُ العُمُرِ
المتساقطةِ على قارعةِ الطريقْ
ترقصُ حولَ خصرِها بفعلِ الجذبِ والدوران
بينما تعودُ الحياةُ
الى أسرابِ الطيورِ الميتةِ
تطير بقوةِ الرياح
هذا يومي
أقفُ في محطتي الأخيرة
أَضيءُ الدروبَ المؤديةَ إلى قلبِها
بخاتَمي السحري
حيثُ ملاذي الأخيرْ
د . جهاد صباهي