أَنَا الْأَوْجَاعُ جِئْتُ أَجُرُّ دَائِي
لِأَرْسُمَ مَا تَلَبَّدَ مِنْ سَمَائِي
وَ أَكْتُبَ أَحْرُفِي بِمِدَادِ عُمْرِي
لِأَشْطُبَ كُلَّ أَجْوَاءِ الْعَزَاءِ
فَصَمْتُ الرُّوحِ عَانَقَ كُلَّ بَوْحٍ
لِيُولَدَ زَاهِيًا بَعْدَ الْعَنَاءِ
لِنَخْطِفَ هَمْسَةً وَ نَلُمَّ ذِكْرَى
مَشَاوِيرٌ لَنَا لَا لِلْوَرَاءِ
فَإِنْ هَلَّ الْأَصِيلُ أَكُونُ بَدْرًا
نُجُومِيَ شَاهِدٌ عِزَّ إِنْتِمَائِي
لِأَعْلُ الْفُلْكَ بِالْأَشْعَارِ عِقْدًا
عَلَى جِيدِ الزَّمَانِ نَقَشْتُ بَائِي
كَأَسْئِلَةٍ سَكَبْتُ الْعُمْرَ فِيهَا
تَتُوقُ إِلَى المُعَنَّ مِنْ بَلَائِي
هَدِيرُ الْمَوْجِ يَعْلُو بِي وَ يَرْسُو
كَلَحْنٍ فَاضَ فِي دُنيَا نِدَائِي
وِصَالُكِ شَحَّ فِي وَعْدٍ مُرَجَّى
وَضَاعَ كَمَا الدَّقَائِقُ فِي الْلِّقَاءِ
أَوَشِّي النَّبْضَ أَنْسُجُهُ حَكَايَا
عَلَى رَمْلِ الْمَشَاعِرِ وَ الصَّفَاءِ
وَتَشْهَدُنِي الْلَّيَالِي بِإِعْتِكَافٍ
تَرَاتِيلِي لِمَوْلَاتِ الْبَهَاءِ
أُنَاجِي النَّفْسَ يَا أَمَلًا تَوَارَى
كَنَهْرٍ غَاضَ مِنْ بَعْدِ الْعَطَاءِ
وَ مَا خَبَّأْتُهُ مِنِّي سَيَرْقَى
لِتَخْضَرَّ الدُّرُوبُ بِلَا إِنْتِهَاءِ
وَمَا اِنْطَفَئَتْ عَنَاوِينِي وِشَاخَتْ
عُيُونِي إِلَيْكِ شَاخِصَةَ الْبَقَاءِ
بَحْرُ الْوَافِرِ
عِمَادُ الدِّينِ التُّونْسِي