وَ رُوحُ الشِّعْرِ تَعْرِفُ سِحْرَ حُلْمِي
بِنَبْضِ الْوَجْدِ دِيوَانٌ لِنَظْمِي
أَرَاهَا كُلَّمَا غَنَّيْتُ حَرْفًا
تَوَهَّجَ خَافِقِي وَاِنْزَاحَ هَمِّي
تُنِيرُ الْعُمْرَ تَكْسُرُ كُلَّ قَيْدٍ
وَ تَنْفُثُ فِيَّ مِنْ وَجَعٍ لِغَمِّي
وَ تَشْرَحُ مَا تَلَبَّدَ فِي فُؤَادِي
بِنَقْشٍ يَسْتَفِيضُ وَلاَءَ خَتْمِي
فَبَيْنَ هَوَاجِسِ الْلَّحَظَاتِ كُنْتِ
كَمِزْمَارٍ يُرَدِّدُ حَرْفَ نَظْمِي
كَلُؤْلُؤَةٍ بِبَحْرِ الْعِشْقِ يَوْمًا
تُنِيرُ عُيُونَ قَافِيَةٍ بِيَمِّي
وَأَرْنُو لِلسَّمَاءِ بِكُلِّ شَوْقٍ
فَنَجْمُكِ فَاقَ أَحْلاَمِي وَ نَجْمِي
أَضَأْتُ الْكَوْنَ مِنْ رَشَفَاتِ فِكْرِي
فَزَادَ الْعُمْرُ إِيمَانًا بِرَسْمِي
وَ طُفْتُ سِنِينَ قَافِيَتِي بِصَبْرٍ
تَفَجَّرَ فِيَّ جَمْرًا مِثْلَ دَمْعِي
وَ مِنْ غُلْبِ السِّقَامِ شَرِبْتُ نَزْفًا
مِنَ الْأَحْزَانِ حَتَّى بَانَ هَضْمِي
مَوَاوِيلِي اِكْتَسَتْ هَمَسَاتُ عِشْقٍ
تُعَطِّرُ خَافِقِي بِلِقَاءِ حُلْمِي
عُيُونُ الْغَانِيَاتِ سَلَبْنَ عَقْلِي
بِنُورِ الْحُسْنِ قَدْ فَجَّرْنَ نَغْمِي
وَ كَمْ غَنَّيْتُ مِنْ وَجَعٍ بِعُمْرِي
وَ جُرْحِي مَايَزَالُ رَهِينُ حَسْمِي
تَعَالَيْ فَالطِّرِيقُ يُنِيرُ مَغْنَى
وَ أَنْتِ الْلَّحْنُ وَشَّى كُلَّ سَهْمِي
حَيَاتِي دُونَ طَلِّ الْهَمْسِ قَيْلٌ
بِدُونِكِ لَيْسَ فِيهَا غَيْرُ جِسْمِي
عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ