نعم سورية في أزمـة اقتصادية ـــ معيشية صعبة ، فما هو الحل ، وما هو البديل ؟
تواجـــه سورية : أمريكا وحلفاءها ، واسرائيل ، وتركيا ، والملوك ، والفقه الأسود
على الحكومة مصارحة الشعب ، وحل الأزمة ، ومحاربة الفاسدين أثـرياء الحرب
المحامي محمد محسن ـــــــــــــــــ
أولاً ــــ حــــوار مســــــؤول مــــــــع الحــــــــكومة :
لا يمكن أن يتجاهل أي عاقل ما تمر به سورية ، من متاعب اقتصادية صعبة ، فالفقراء يزدادون فقراً ، والأثرياء يزدادون ثراءً ، مترافقاً مع زيادة مضطردة في فسادهم ، واستثمارهم اللاإنساني في ظروف الحرب وأهوالها ، وتجاوزهم لكل قيم مجتمعهم ، وكل تقاليده وأعرافه .
والمصيبة أن الحكومة تغيب عن المشهد ، لا صوت لها ، ولا دور ، وكأنها تعيش في كوكب آخر ، أليست المعنية بالبحث عن توضيح ، وتبرير لما يجري ، والعمل على وضع حلول له ؟ أليست المسؤولة عن تأمين خبز المواطن ، وحاجاته ، أين هي من هذا الواجب .
بحالة اللامبالاة تكون هذه الحكومة قد وضعت نفسها ، موضع الاتهام ، أو التقصير على الأقل ، فأين منها وما يعانيه الشعب من نقص حاد في مادتي البنزين ، وحتى الخبز ؟؟ ، الكل يطالب الحكومة القيام بواجباتها ، وإلا فلترحل .
ما هو دور وزير الاعلام ؟؟ ووزير الاقتصاد ، هل دورهم السير بموكب طويل عريض ، مؤلف من عشرات السيارات أو أكثر ، كما هو واقع المحافظين ، والوزراء ؟؟ .
ألا يتحملون وحدهم وزر ايجاد الحل ؟ ، والسهر ليل نهار للبحث عن حلول ناجعة ، أو الظهور على وسائل الاعلام لشرح ملابسات الواقع على الأقل ، وما هو مستقبل هذه الأزمة ، والتبشير بحلها ؟؟ .
هل نلمح من هذا الوجوم المريب ، رفع الدعم عن أساسيات الحياة ، لمواطننا المتعب ، هذه الخصيصة التي تميزت فيها سورية عن سائر الدول في المنطقة ، من ستينات القرن الماضي ، حيث أراحت الفقراء ، وخصخصة القطاع العام الذي كان شوكة في حلق التجار الاحتكاريين ؟؟.
نعم الحكومة ملزمة بتقديم كشف شامل للواقع الاقتصادي ، وأبعاد الأزمة التي نمر بها ، وأفقها ، وما هي الحلول التي تجترحها ، لإنهاء هذه المعاناة التي يعاني منها الفقراء في بلادي ، نعم هي ملزمة بمصارحة شعبها ، وإلا سنعتبرها حكومة مقصرة ، ( مع عدم نسيان جائحة كورونا وما خلفته من آثار سلبية على الاقتصاد ) .
ثانياً ـــ حـــــــوار مســـــــؤول مــــــع المـــــــواطن المنتــــــــمي :
ومن نفس الأرضية الوطنية المسؤولة نقول أيضاً :
على كل وطني عاقل ، أن لا يصب جام غضبه على الحكومة وحدها ، وكأننا في واقع اجتماعي عادي ، ( كما يفعل العملاء ) ، وأن يتجاهل حروباً امتدت لعشر من السنوات ، قتلت الانسان ، والحيوان ، ودمرت المدن والقرى ، وحرقت الأشجار والمحاصيل ، ولا تزال أمريكا أم الشرور تسر ق نفطنا ، وقمحنا ، كما سرق الطاغية أردوغان معاملنا .
وأن لا ننسى اشتراك / 63 / دولة في الحرب على بلادنا ، واستخدام وحوش الأرض من الاسلاميين ، الذي جاؤوا من كل أرض ، فأكلوا الأكباد ، وارتكبوا المجازر ، وسبوا النساء ، ولا يزالون يفعلون في ادلب وغيرها .
ولما صمدت سورية جيشاً وشعباً ، صموداً تاريخياً ، وحققت انتصارات أذهلت العالم ، وبادر الأصدقاء والحلفاء إلى العون .
أطلقت أمريكا سلاحها الاحتياطي وحربها الاقتصادية ، ( حصار قيصر ) ، بل عززتها ، وتعاونت مع هذا الحصار جميع دول المعسكر المعادي غرباً وشرقاً ، حصار على الغذاء ، والدواء ، بل وعلى قلم الرصاص ، والممحاة ، بل كل شيء ، كما فعلت عند غزوها للعراق ، حيث جوعت الشعب وأماتت الأطفال ، ومزقت الوطن ، ولا تزال تتلاعب بكينونته .
ثالثاً ـــ وأخيراً نتوجه إلى المواطن العربي السوري المتعب ونقول :
كل انسان عاقل يشارك مواطننا المتعب اقتصادياً ، والجريح نفسياً ، ونقر بحجم معاناته ، وحجم الفساد والافساد في الداخل ، والتقصير الحكومي ، آملين الخروج من هذه المعاناة بأسرع وقت .
……………………………ولكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن !!
يجب أن لا ننسى أن سورية قبل الحرب كانت مستقرة ، وأكثر أمناً من كل دول الشرق الأوسط ، وتوفر للمواطن كل حاجاته .
………………..إذن الحرب المديدة هي التي أنزلت هذه النازلة المريرة على رأس شعبنا البطل .
[ أمامنا حلين لا ثالث لهما : الصمود ، والتحمل ، وتحقيق النصر .
أو الاستسلام والسقوط وتفتيت سورية ، وضياع الانتصارات التي تحققت ، والكفر بأرواح شهدائنا الأبرار ، وهذا من المستحيلات الأربع .
… من هذه الثقة التي لا تتزعزع ، نقول لأمريكا ، وإسرائيل ، وعملاء الداخل ، لا تحلمون فنحن شعب : نجوع نعم ، نعرى نعم ، ولكن لا نعرف الاستسلام ……. ]