فيلسوف ينطق بالحكمة, ويعطي رأيه في فلسفة الدين والنظرة إلى الكون, كتب أكثم علي ديب
قطعةٌ من قصيدتي: (كُنْهُ التَّكوين للعارفين):
للسَّائِلِينَ عنِ الحياةِ وكُنْهِهَا
سأقولُ قوليَ شارحًا لذوي العِبَرْ
ولزومُ قولِ مُجَرِّبٍ في المُبتَدَا
مِثْلُ الكلامِ مُؤَكَّدٌ فيهِ الخَبَرْ
فالقائلونَ بجبْرِنا في بِدعةٍ
ذنْبُ الجَبُورِ مُخالِفٌ لا يُغتَفَرْ
وذوو الرِّوايةِ كُتِّبَتْ أقدارُنا
لَعنوا المشيئةَ في الرِّوايةِ والقَدَرْ
إنَّ المشيئةَ وُزِّعَتْ في فِعلنا
فيها الظُّهورُ كنايةً عمَّا استَتَرْ
والحاجبونَ علومَهم عن أهلِها
كُنْهُ السِّراجِ هدايةٌ فيما ظَهَرْ
عندَ الإلهِ تجلِّياتٌ سِتَّةٌ
بالواوِ يبدو كُنهُها حينَ الظَّفَرْ
كُنهُ التَّجلِّيْ: في، وَمَعْ، وعلى، ومِنْ
كالشَّيءِ يبدو، أو لهُ، ذاكمْ دُرَرْ
للهِ فينا نقلةٌ في خمسةٍ
بالهاءِ يبدو كُنهُها كُنْهَ الصُّوَرْ
في نسخةٍ أو مسخةٍ أو فسخةٍ
أو رسخةٍ أو وَسخةٍ، عدْلٌ صَدَرْ
وجوابُكُمْ عنْ: ما هوَ؟ ماهِيَّةٌ
فينا انطوى في جوهرٍ، شاءَ اختَصَرْ
لوجودنا كينونةٌ في فعلِ: كُنْ
أزليَّةٌ أبديَّةٌ في المُنْتَظَرْ
قد قالَ: (أنزَلْنا ونزَّلْنا) معًا
عندَ الحديدِ وحيثما كانَ المَطَرْ
فإذا عَقَلْتَ وجودَنا بتَفَكُّرٍ
ستحلُّ لغزَ شكوكِنا فيما فَطَرْ
فلكلِّ نطقٍ قيمةٌ في وفقِهِ
تأتي الدَّلالةُ مَنْزِلًا فيهِ القَمَرْ
للمُنكِرِينَ لقاؤهُمْ في غفلةٍ
بالزَّمْهَرِيْرِ تدرُّجًا حتّى سَقَرْ
إنَّ العفونةَ في الهواءِ نوافذٌ
مغلوقةٌ، زِيْدَ الغطاءُ بما اختَمَرْ
ما فازَ فينا ماسكٌ بتعصُّبٍ
سوءُ التُّرابِ مُبَشَّرٌ سوءَ الثَّمَرْ.
………..
إضاءة على بعض المفردات:
الكُنْهُ : جوهرُ الشيءِ وحقيقتُه
كُنْهُ الشيءِ : غايتُه ونِهَايتُه
كَلاَمٌ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ : فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ
كُنْهُ الشيءِ وقتُه
الجَبْرية أو المجبرة هي فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، وجوهر عقيدتها هو أنها تؤمن بأن الإنسان مسيّر وليس مخيرا لأنه لا قدرة له على اختيار أعماله.