الشاعر اليمني
Ahmed Alnajjar
الناجي الوحيد بعد ولدين سقطا إلى القبر مباشرة
ولدت في العتمة دون أدنى احتفاء
انزلقت مبكراً في الشهر السابع
لم يكن أحد بانتظاري في الخارج
كنت مهملاً في مقماط بشكل كفن
كان الجميع مستعد لتوديعي بأي لحظة
لهذا لم يمنحوني اسماً إلا عندما ذهبت إلى المدرسة
نسيوا أيضاً يوم ميلادي وهذا لا يشكل تعاسة حقيقية بالنسبة لي
لقد عشت مشرداً بين كل الأبراج
كنت أعتبر المدرسة سوراً كبيراً للعزلة
أصل مبكراً لكي لا ينهرني أحد
أقف في أخر الطابور لكي أتمتع بأمان تام
أجلس بمقعد منفرد غير واضح للجميع
قلقٌ طوال الحصص مثل علامة السكون
أدنى التفاتة تهزني من الداخل
أبسط نظرة ممعنة تكسر شيئاً في خاطري
أحن دائماً إلى العتمة كونها مبعث أمومة لي
أحب الانزواء في الظل
أكرر أداء مشهد الاختباء نفسه حتى لا تجرحني الأضواء
كنت أتناول السندويتش بينما أستند إلى شجرة ممسك بجذعها كأنها كف أمي
أذهب خفيفاً في عبوري
وأعود وحيداً دون رفيق واحد
كانت لديً فوبيا من اللعب مع أخرين
لم أجرب طعم المرح في صغري
غيابي يشبه حضوري لا يشكل فرقاً ولا نقصاً في العدد
كبرت دون ذكريات
سنوات عديدة مرت وأنا أبحث عن نظرة تعيدني من الطريق الخطأ
عن يدٍ حانية تمسكني حين أتعثر في منتصف الأشياء
عن حضن يختبر صحة لهفتي من جديد
لا أهتم بأناقة الخطى بل بفخامة الأثر
لا أفكر بالطعنة بل بفداحة الأسلوب
لا أملك سيرة ذاتية بل مسودة عاطفية متفحمة بالتجارب
في الحقيقة،
أنني أكره أن أكون بطلاً بكل الأحوال
أنا الذي عشت كل حياتي في الهامش
أريد أن أظل وحيداً كعشّ عصفور
فارغاً مثل بيت مهجور في الريف
بسيط كتعب الفقراء
ومشقق من الداخل كملابس اليتامى
لطالما لعبت أدواراً في حياة أشخاص أحببتهم
لكنهم لم ينتبهوا جيداً لحضوري
ربما…
لم أكن مهماً
ولم أكن أسعى إلى ذلك
كنت دائماً ألعب الغميضة في قصص الأخرين
أترك لهم دوبليراً معبراً عن أثر فقداني
ثم أتسلل إلى الخارج دون أن ينتبهوا لاختفائي
ودون أن يشعروا حتى أنني كنت موجوداً أصلاً
منذ البداية .