من الملاحظ اننا سنشهد خلال الشهر القادمة تراجع كبير للتدخل الأمريكي في المنطقة .
والسبب هو الفشل بترتيب الأوراق واختلاط الملفات ببعضها البعض والتشتت وعدم قدرتها وفشلها بالسيطرة على المنطقة وهو ما سيوصلها إلى الهلاك من الداخل حيث ان ٧٠% من الشعب الامريكي يرفض السياسة الأمريكية الخارجية وتدخلاتها بالشؤون الداخلية لهذه الدول .
ومن الملاحظ التناقض بالتصريحات بين المسؤلين الأمريكيين والتي بدأت تخرج إلى الشارع الأمريكي لتثبت أن هناك انقسامات في كواليس البيت الأبيض .
وأحد اهم الأسباب هو العنف والتفرقة العنصرية الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والشرطة والتي أودت بحياة الكثيرين بالداخل الامريكي .
والسبب الأهم هو سياسة القادة الأمريكيين من جورج بوش الأبن إلى اوباما إلى ترامب وأخرهم بايدن ودعمهم للتنظيمات والمجموعات الأرهابية في العالم و التكاليف المالية الباهظة لوزارة الدفاع الأمريكية بسبب توزع القوات الأمريكية في العالم .
وبالتالي اعتقد ان المنطقة العربية لم تعد تحتمل تصعيد اكثر من ذلك والوضع الاقتصادي العالمي لايسمح بحصول حرب عالمية باهظة التكاليف .
فكان المطلوب التهدئة وضبط ايقاع العلاقات وفتح حوار للوصول إلى حلول مبدئية تعطي المجال لترتيب الأوراق لجميع الاطراف للجلوس للمفاوضات لأغلاق بعض الملفات التي باتت تشكل عبأ زائد على أقتصاد أمريكا وحلفائها .
ومن هنا اقول ان من يملك اوراق افضل سيكون هو المسيطر وكل مايحص لصالحه .
ومن حيث الوقائع والمعطيات السياسية والعسكرية فأن سورية وحلفائها يمتلكون زمام الأمور .
واوراقهم قوية وهم يفرضون الشروط بكل الملفات من اليمن إلى العراق إلى أيران وملفها النووي وإلى سورية ولبنان وفلسطين ومع الدعم الكامل والمستمر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية .
واعتقد ان خير دليل على ما اقول هو الرد السوري على العدوان الأسرائيلي وضرب العمق الصهيوني بصاروخ ليصل إلى ديمونة ومفاعلها النووي .
ليشكل نقطة تحول بالصراع العربي الأسرائيلي ويثبت من جديد ان سورية عصية على الغزاة وهي جاهزة دائما ً لدفاع عن نفسها وضرب العدو في الداخل والخارج .
الكاتب والمحلل السياسي
قصي عبيدو .