في ظل ارتفاع أسعار المواد النفطية بات على المواطن أن يفكر أثناء السفر بوسائل أقل تكلفة حتى يؤمن مستلزماته الحياتية الأخرى، وتعد الخطوط الحديدية في سورية من أهم وسائل النقل كونها تتميز بالأمان والسرعة وإمكانية نقل كميات كبيرة من الركاب والبضائع المختلفة وبمدة زمنية وكلفة أقل بكثير من نقلها بوسائل النقل الأخرى بالإضافة إلى إمكانية تشغيل القطارات في كافة الظروف والأحوال الجوية.
*رغم الإرهاب ..
عن عمل الخطوط الحديدية وأبرز الصعوبات حدثنا مدير فرع الخطوط الحديدية في طرطوس “د. مضر الأعرج” قائلاً (للثورة): إن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية هي من أكثر قطاعات الدولة تضرراً بفعل الأعمال الإرهابية المسلحة التي أدت إلى تدمير البنى التحتية وتخريبها وسرقة المستودعات والمخازن وتفكيك الأدوات المحركة والمتحركة والبنية التحتية وسرقتها. وبالرغم من ظروف الحرب فقد استمر العاملون بأداء واجبهم الوطني للحفاظ على مؤسستهم وتأمين حركة القطارات (البضائع والركاب) في ظروف أمنية صعبة وخطرة بالرغم من تعرض الخط الحديدي والقطارات لأعمال إرهابية شرسة بهدف إيقاف حركتها، حيث استشهد العديد من العاملين أثناء تأديتهم لعملهم في إصلاح ما تم تدميره وأثناء تأمينهم للقطارات.
*أهمية الخط الحديدي بطرطوس …
وأضاف: نظراً لوجود مرفأ طرطوس يعتبر فرع الخطوط الحديدية بطرطوس من أهم مراكز العمل في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية بالإضافة إلى مصفاة بانياس ومعمل الاسمنت وصوامع الفوسفات ومحطات الحصويات حيث يقوم بتنفيذ خطة المؤسسة في مجال نقل البضائع والركاب وتأمين سلامة حركة القطارات على كامل المسافة العائدة له من محطة تلكلخ على محور حمص – طرطوس وحتى محطة السن على محور طرطوس – اللاذقية, بالإضافة إلى التفريعات التابعة له (المرفأ – معمل الاسمنت – مصفاة بانياس – المطاحن – المصرف الزراعي), ويتبع لفرع طرطوس المحطات التالية: تلكلخ – عكاري – سمريان – طرطوس المدينة – طرطوس المرفأ – الرويسة – معمل الاسمنت – مرقية – بانياس – مصفاة بانياس. ويقوم فرع طرطوس بإجراء الصيانة اليومية للخط الحديدي ومرافقه وللأدوات المحركة والمتحركة ومتابعة الجاهزية بما يحقق أمان سير القطارات.
*صعوبات وتحديات ..
وبين د.الأعرج: بالرغم من النقص الشديد بالقوى العاملة، إضافةً إلى النقص الشديد بالقطع التبديلية ومواد الخط الحديدي والمعدات والتجهيزات اللازمة للصيانة اليومية والأهم من هذا وذاك هو النقص الشديد في عدد القاطرات العاملة وعمرها الاستثماري، فقد قام العاملون بتحدي الظروف وتحقيق حجوم نقل بضائع وركاب تفوق الإمكانيات المتاحة بكثير. حيث يقوم فرع طرطوس وفق الإمكانيات المتاحة بنقل الحمولات (حبوب – فيول – زيوت – سكر –حديد – معدات..) على محوري طرطوس – اللاذقية و طرطوس – حمص – شنشار- الناصرية – السبينة ومؤخراً إلى حلب.
كما يتم تسيير قطاري ركاب ترين سيت وعربات سريع بين طرطوس واللاذقية بمعدل أربع رحلات يومياً ذهاباً وإياباً وذلك لتأمين حركة المسافرين وخاصة طلاب جامعة تشرين وبأسعار رمزية كنوع من المشاركة الوطنية في تقديم التسهيلات اللازمة للمواطنين تخفيفا للأعباء الاقتصادية عليهم جراء الأوضاع الراهنة.
*عودة نقل البضائع..
وأوضح د .الأعرج أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية تواصل جهودها المكثفة لصيانة وتأهيل خطوطها والبنى التحتية التي دمرها الارهاب والتي تشكل شرايين لنقل الركاب والبضائع من المرافئ البحرية إلى المرافئ الجافة والفعاليات الاقتصادية. وتفعيل عملية النقل على كافة المحاور الممكنة حيث تم الانتهاء مؤخراً من تأهيل خط حلب – دمشق وسيوضع بالخدمة قريباً بعد تأمين كافة مستلزمات حركة القطارات والمحطات والممرات السطحية، إضافة إلى المحاور العاملة ومنها محور طرطوس – اللاذقية ومحور طرطوس – حمص – مناجم الفوسفات وإعادة تفعيل حركة القطارات لنقل مادة الفوسفات من مناجم الفوسفات بالشرقية وخنيفيس إلى معمل السماد بحمص وإلى مرفأ طرطوس للتصدير.
*خط حديدي جديد..
وكشف الأعرج أنه تم الانتهاء من تنفيذ أعمال محطات تفريغ الحصويات في محطتي سمريان وبانياس بطرطوس ومحطة شربيت باللاذقية، من ضمن مشروع تنفيذ خط حديدي جديد من محطة قطينة إلى منطقة المقالع في حسياء بطول 15كم وإنشاء محطة تحميل في حسياء مع كامل المنشآت والطرق والساحات، حيث وضعت هذه المحطات بعهدة المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية لاستثمارها في نقل الإحضارات الحصوية من مقالع حسياء إلى المنطقة الساحلية كمرحلة أولى وإلى باقي المحافظات كمرحلة لاحقة، حيث يقتصر دور مؤسستنا على النقل فقط.
ويتم العمل على تنفيذ المرفأ الجاف وتفريعته من محطة خنيفيس إلى المدينة الصناعية في
حسياء لربط الموانئ السورية بالمدن الصناعية وتعتبر هذه المرافئ الجافة امتدادا للمرافئ البحرية، إضافة لإصلاح التفريعة التي تنطلق من محطة الضمير باتجاه المدينة الصناعية في عدرا لنقل الحاويات والحمولات للصناعيين من المرافئ.
*تأهيل البنى التحتية..
وعن السؤال عن ضرورة تأهيل بعض المحطات في ريف المحافظة التي تعاني من الإهمال أوضح د. الأعرج: أن المؤسسة وضمن خطتها بموجب الاعتمادات المرصودة لها خلال عام 2021 تقوم بالبدء بتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة التأهيل للبنى التحتية للخطوط والمباني الخدمية للمحطات والمراكز الإنتاجية، وذلك بعد أن قامت المؤسسة بإعداد الدراسات التنفيذية اللازمة، حيث أن بعض هذه المشاريع بدىء بتنفيذها والبعض الآخر بمرحلة التعاقد.
يوسف هيثم الناعمه