لم أكن ممن يهوى سماع الفن الشعبي ، أوالطرب الشعبي
كان أخي الشهيد مولعاً بهذا اللون من الفن ، وكان مولعاً بفنان اسمه /بسام بيطار/
كان يلزم كل من البيت سماعه .
حتى جاء اليوم الذي فارقنا فيه أخي ، وانتقل شهيداً إلى جوار ربٍ رحيم ، شكل رحيله صدمة لكل الناس ، والأهل ، والأصدقاء ، لما كان يتمتع من صفات ، فكان رد فعل أصدقائه بأن يعلو صوت بسام بيطار ويتذكرون أخي ، ومواقفهم معه ، وحياتهم معه .
دفعني فضولي للتعرف على هذا اللون من الفنون ،وسماع هذا الفنان ، وجدت أن له تاريخاً ، وله محبين ، ومعجبين كثر .
وحين الإحتفالات الرئاسية في شهر مايو هذا العام
ضجت مدينة بانياس مدينة وريفاً بأن الفنان بسام بيطار سيحيي هذا الحفل الغنائي
ولحسن الحظ كان الحفل في الساحة القريبة لبيتي
قررت أني سأحضر الحفل رغم أنه لي ست عشرة عاماً لم أحضر حفلاً ، ولاعرساً
اصطحبت ابني واتجهت إلى الساحة ظناً أني سأكون أول الواصلين ، المفاجآة أني كنت متآخرة جداً فالناس رغم بعدها كانت مجتمعة وتتزاحم قبل بدء الحفل ، والكل يهتف باسم /بسام بيطار/ وبشق الأنفس حاولت الوصول ، كنت أدخل بين الجموع وأمام عيني صورة أخي الشهيد
وأخيراً وصلت
اعترضني حاجز ممنوع التقدم أكثر ، ولكن بيني ،وبين نفسي وعدت أخي الشهيد أن أكون قريبة
اسنجمعت أنفاسي ووقفت أمام الرجل الذي يطلب من الناس عدم التقدم أكثر وقلت له : صحافة
فتح لي الطريق ، ودخلت
سألت أحد المرافقين
مين بسام بيطار
فأشار بيده عليه
تقدمت ، وسلمت عليه ، ناولته ابني وصورته معه
جلس ابني بجانبه ، وراح يعطيه حبات الفستق والعصير
ولإني لاأريد البقاء في هذه الزحمة قلت بسرعة
أستاذ بسام لم أكن أعرفك ، ولاأسمعك ، ولكن إكراماً لإخي الشهيد أنا هنا
ابتسم وقال الفن أزواق
لم ينزعج لإني قلت لاأسمعك
حينها طلبت منه حواراً لنفحات القلم
رحبّ بكل محبة ، ودعا لإخي الشهيد بالرحمة
واتفقنا على حوار تاركاً لي تحديد الوقت بعد الإتصال .
المؤسف أني تلقيت خبر رحيله قبل أن يتم الحوار المتفق عليه
الوعد ميثاق الأوفياء
ولإن الحوار لم يتم
من منبر نفحات القلم
أعزي كل محبي الفنان بسام بيطار
لروحه الرحمة والسلام
ولروح أخي الشهيد ، وكل شهداء سورية السلام والقداسة .
/سوزانا نجيمة/