ماذالآهك أيها العاني الغريب
أعيَيتَ‘ في ما نؤتَ‘ أخشاب الصليب
ما عاد في كون المسوخ لِمُشتَكٍ
أٌذن تُلَبي ‘ أوقِروا، عجِز الطبيب
لا حِسَ إلا ما تعاصَف في الدجى
لا صوتَ إلا ما يؤَذنُ للغروب
وتحامتِ الندمان دوحة الفةٍ
فتبعثروا كلمى وشاهَتهُم ندوب
وبِوَجهِكَ المغتمّ بالبوسِ انبرى
قَنَطٌ ‘ ونفسك تطحن الصبر المهيب
لو ان آهكَ دمعةً لذرفتَها
ناراً تُحَرِقُ خدّ طالَعِكَ المَهيب
أو أنَّ قلبك وردةً لغرستَها
وَرَوَيتَها النفَسَ الذي يُنمي الطيوب
لكنك المسفوحَ في بريةٍ
قفرٍ تعاندك المسالكُ والدروب
ما تُهتَ ‘ لكن المعابر عوصِفَتْ
بجحافل الفتاك من غول وذيب
في مهمه البرية البكماء تصـ
ـرخ والصدى وجعٌ على وجعٍ يجيب
ماذا تؤمل من خراب شاسعٍ
فوق التخيلِ ‘ فوق فلسفة الأريب ؟
أ حسبتَ تبعث في الرميم سنابلا
أحسبت تقطير السلافِ من الخشيب
سبحان حَسبِكَ إن فعلت َفأنت من
جنسٍ الهي المشيئةِ لا يخيب
لكن حالك ليس حال الوهةٍ
رغم التوحُدِ واكتناهاتِ الغيوب
فالخوفُ سَربَلَ جانبيكَ وروِعَت
روحٌ وكاد القلبُ أن يخشى الوجيب
أفَما انتظرت المعجزات توسُلا ؟
فتصامَمَت ورجعتَ بالصمتِ المريب ؟
وبكيت َعند مساجِدٍ كم خِلتًها
للهِ شيدَ ت بيتَ تعباد مُنيب
جمّعتَ ذاتََكَ ساجدا متبتلا
ضج المصلى بالتأوه والنحيب
أرأيتني-قال المصلى-كيف صر
ت المستباح لكل بَهْراجٍ كَذوبْ ؟
عُمِرتُ إلا بالتقى وكرامةٍ
قعساءَ تمنع شرَ قاسية القلوب
يا أيها الروحُ الغريب كغربتي
تبكي وابكي نستغيث ولا مجيب
فاحمِل فَجَائعَكَ المُمِضَةَ وانتبذ
أقصى قصيٍ وانتظر موتا قريب
او فانفجر غضبا وفجِر عالَماً
.فَجَرَت بَوادِرُهُ وأُتخِمَ بالنضوب
فلعلَ بعثاً أن يُعيدَ صِياغةً
أخرى لكونٍ ، مثلَ نبعَتِنا ‘ خصيب
هاني درويش (أبونمير)
من مجموعة قصائد للحب والحياة