مخطئ من يظن ان الجديد يتحدد بالشباب دوما،وأن الصراع بين القديم والجديد هو صراع بين الكهول والشباب.
فمع ان المستقبل هو للشباب بلا شك بسبب الهرم الجسدي .ولكن التعارض بين القديم والحديث ليس تعارضا بين الشاب والكهل وخاصة في مجال الفكر.
صحيح ان الشباب هو الحركة هو الانطلاق هو المغامرة الجسورة..والكهولة هي الاتزان والحكمة”او على الأقل هكذا نفترض”.
ولكن الأمر برمته يتعلق بالرغبة بالتجديد وتحريك الساكن من الأفكار .وهذا لا علاقة له بالعمر.فقد نجد من الشباب من يركن الى المألوف والمعتاد والمحفوظ.بسبب حرصهم على مصالحهم التي رسخوا لها آباؤهم “مصالح طبقية”او بسبب تكوينهم الفكري الذي تم توريثه لهم .ولم يجدوا حافزا ضروريا لتغييره “فامورهم جيدة ولماذا المغامرة بتبني التغيير طالما أمورهم جيدة….ولصالح من يتغيرون؟
وعلى العكس قد نجد كهولا بحكم ثقافتهم وعلمهم وبحثهم في التغيرات التي حدثت وتحدث باستمرار في العالم برمته.يجدون انه لابد من ان يكونوا جزءا من هذا العالم الذي أصبح كبيت واحد لا بد لسكانه ان تجد جسورا فيما بينها…
لابد للكهول”المتنورين”ان يساعدوا الشباب”البائس والمثقل بهموم الحرب وتحصيل لقمة العيش…”على امتلاك هذا المستقبل وسط الظروف المتواضعة لكليهما.
د.ملاك سباعي-حلب