يقال إن التجار كانوا في القديم يفتحون دكاكينهم ، عند الصباح ويضعون كرسياً صغيراً بجانب باب الدكان وأول زبون يأتي للدكان يقوم ذلك التاجر بإدخال الكرسي لداخل الدكان ويبيع الزبون ما يريد ، يعني يستفتح .
وعندما يأتي زبون آخر إليه ، يسأل عن بضاعة موجودة عنده ، يخرج التاجر ، وينظر إلى السوق إن كان هناك دكان لا يزال الكرسي موجوداً على بابه ، فيقول للزبون ، انظر ذلك الدكان ، إن شاء الله تجد طلبك عنده ، وغايته في ذلك أن يستفتح جاره .
يروي الدكتور أحمد أبو موسى ( رئيس منظمة طلائع البعث ) ، رحمه الله ، في الصفحة ١١ و ١٢ من كتابه ( حياتي والطلائع ) : ” ….كنت جالساً مع والدي في الدكان ، وأنا في عمر لم يتجاوز الخمس سنوات أتى أحد الناس لشراء قالب من الصابون ، وبينما كنت أهم بأن أناوله الصابون أوقفني والدي ، وقال له : يا بني استفتحت ( أي بعت أحد الناس قبلك ) ، لكن جاري عبد الحميد /صاحب دكان مقابل دكان أبو موسى / لم يستفتح بعد ( أي لم يبع لأحد ) ، فاذهب واشتر ِ من عنده، وكان لهذا التصرف الذي لا أنفك اذكره في حياتي ، أنه غرس في ذاكرتي قيمة التعاون بين الناس بعضهم البعض”
مما لا ريب فيه أن الاستفتاح فأل رزق عند أصحاب الدكاكين ،
و ( يا فتّاح يا رزّاق ) ، هي العبارة التي يستهل بها الباعة يومهم منتظرين زبونهم الأول الذي سيكون فأل خير إذا اشترى من عندهم وفاتحة رزق لبقية اليوم ، معتقدين أن هذا الزبون إذا لم يشتر ِ من عندهم سيكون البيع كاسداً ، لذا ترى الباعة يتساهلون معه في الأسعار . …./ للحديث صلة ..
اللاذقية ٢٠ شباط ٢٠٢١ ☆ بسام جميل جبلاوي .