عوّضت تشيكيا سقوطها الكبير امام روسيا في الجولة الاولى، فنهضت على حساب اليونان المتراجعة بفوزها عليها 2-1، لتحصد اول ثلاث نقاط وتبقي اليونانيين على نقطة وحيدة
مباراة تشيكيا واليونان يمكنها ان تطرح علامة استفهام كبيرة حول المستوى الفني لبعض المنتخبات المشاركة في كأس اوروبا، اذ ان المنتخبين لم يظهرا انهما يمكنهما الذهاب بعيداً في البطولة، وخصوصاً ان التذبذب في ادائهما كان واضحاً في فترات مختلفة من اللقاء، اذ انتظر كلٌّ منهما تقاعس الآخر من اجل الانطلاق الى الهجوم رغم ان اليونانيين حاولوا كل شيء في الشوط الثاني من دون ان يكون الامر كافياً لقلب النتيجة على غرار ما فعلوا امام بولونيا.
واذ كانت اليونان بصورة مختلفة عن تلك التي بدت عليها في المباراة الاولى فان تشيكيا ظهرت بوجهٍ مختلف ايضاً، لكن هذا الوجه كان مجمّلاً بعض الشيء، اذ عرف التشيكيون كيفية ارهاق اليونانيين منذ الدقائق الاولى عبر المهاجمين على الاطراف، وذلك في موازاة الضغط على حامل الكرة ثم تناقلها بسرعة عند استخلاصها من اقدام بطل اوروبا 2004.
هذه المسألة كانت مفصلية في الدقائق الست الاولى حيث وجد بتر ييراتشيك الطريق الى الشباك في الدقيقة الثالثة ثم انسل فاتشلاف بيلار داخل منطقة الجزاء مضاعفاً النتيجة بعد ثلاث دقائق. وفي الهدفين بدا اليونانيون فاقدون للتركيز بفعل عدم التمركز في تغطية صحيحة لوسط الملعب او للمنطقة المحرّمة.
الا انه كان بامكان اليونان الاستفادة من نقطتي تحوّل في اللقاء، الاولى كانت الاجهاد الذي بدا على التشيكيين منذ الدقيقة 35، اذ عند هذه الدقيقة توقف هؤلاء عن لعب كرة القدم بعدما اصيبوا بالتعب جراء ركضهم المتواصل وراء الكرة، ليسمحوا بالتالي لمنافسهم بالتحرك بشكلٍ اسهل بعدما بدا شبحاً للمنتخب صاحب الروح القتالية الذي كاد يخرج بفوزٍ امام بولونيا.
اما نقطة التحوّل الثانية التي كان من شأنها خدمة اليونانيين ايضاً، فهي تمثلت بخروج صانع الالعاب التشيكي توماس روزيسكي عند انتصاف اللقاء ما ابطأ ايقاع المنتخب الاحمر وخفض من نسبة امتلاكه للكرة. ورغم ردّة فعل اليونان البطيئة تماماً كما هي حركة لاعبيها على ارض الملعب، فان تبديلات مدربها البرتغالي فرناندو سانتوس كانت جيّدة، وقد استفاد من احدها عندما زرع ثيوفانيس غيكاس في خط المقدمة لخلق المزيد من الخطورة على مرمى الحارس البديل ميكايل سيفاكيس الذي دخل مكان كوستاس شالكياس اثر اصابة الاخير في الشوط الاول. وبالفعل استفاد غيكاس من خطأ فادح للحارس بتر تشيك الذي افلت الكرة من يده بعد عرضية من يورغوس ساماراس، ليضعها في الشباك التشيكية (53)، لتكون هذه اللحظة الاخيرة التي يمكن التوقف عندها في تلك المباراة.
(الأخبار)