كتب علي قاسم مقالاً في صحيفة الثورة تحت عنوان "العدم السياسي في ظل الانعدام الأخلاقي..!!" أكد فيه أن ما تجاهر به مملكة آل سعود وما ينطق به نظام أردوغان ليس العدم السياسي فقط، بل هو الانعدام الأخلاقي بحد ذاته.
حيث بدأ الكاتب مقالته بالقول: لا يعدم السعوديون الذريعة للإبقاء على حالة الاستعراض العدواني الممسوكة بالكثير من التفاصيل والقرائن والأدلة، ويتقاطع معهم المنطق الأردوغاني الذي يوزع التهديد والوعيد شمالاً وجنوباً، بما في ذلك الحديث عن مقارنات سياسية وغير سياسية لا توفّر أحداً في العالم من غربه إلى شرقه مروراً بالفاتيكان الذي نال نصيبه من التهديد.
وأضاف.. المفارقة أن المعايير في السياسة العملية تتقاطع بين التهور السعودي والحماقة التركية، ويصبح من الصعب الفصل بين النتائج التي تتمخض عنها، خصوصاً أنها تنحدر في نهاية المطاف من أرضية واحدة أساسها العدم السياسي المترافق بانهيار في المنظومة الأخلاقية، وتهور في معايير السلوك المدفوعة بنهج مستنسخ في كلا الحالتين.
ويستطرد الكاتب بالقول: بين العدم السياسي والانعدام الأخلاقي لا يبدو الفارق قادراً على تلمس حدود التباين والاختلاف، وإن كان في كثير من الأحيان صورة مصغرة من مآل الحال لكثير من الأنظمة والسلطات المتفشية في عالم اليوم، والتي يحاكي فيها التركي السعودي، وربما يتقاطع معه في التفاصيل التي تبدو منطوية تحت عناوين مختلفة.
ويتابع.. رغم نزوع بعضها على الأقل إلى رسم صورة العدم السياسي كحالة انعكاس لفشله وخيبته، فإن أكثرها يميل بطبعه إلى الجمع بين العدم السياسي والانعدام الأخلاقي معاً، لينتج منظومة من المحرمات والمحظورات التي تفيض على المنطقة بمنتجات تستقصي أبعد درجات الغيبية والظلامية الممزوجة بكثير من حالات الهرطقة السياسية، دون أن تغيب عن مندرجاتها حالة الانغماس في تدوير زوايا الخراب والدمار للنفاذ إلى ما يسيطر عليها من أحلام بائدة.
تحت هذا العنوان تدور رحى الصراع والمواجهة في المنطقة وتستنفر في الأروقة الجانبية لمنح مساحات النفوذ الخارجي أغلب المقاربات شرقاً وغرباً، وتكاد تتساوى في مخاضها الصعب لعبة المساومات على المتاح والممكن، أو بفعل المنتج السياسي المغرق في دونيته، والقائم على فرضية المعادلات المتعاكسة، بحيث تصبح السياسة مجرد لافتة تخفي خلفها ذلك الخواء الذي يتعاظم بصورة طردية مع ملامح الفشل الواضح.
وختم الكاتب بـ المحسوم فعلياً أن ما تجاهر به مملكة آل سعود وما ينطق به نظام أردوغان ليس العدم السياسي فقط، بقدر ما تفيض منه مشاهد الانعدام الأخلاقي، حيث الخطر لا يمكن أن يبقى محصوراً بمنصة الاستهداف للجوار، وما يمثله من انزلاق نحو المجهول، وربما باتجاه الكارثة، بل يطال العالم بأسره والحلفاء قبل الأعداء.. والأصدقاء أكثر من الخصوم، والبعيدين منهم قبل القريبين.
مركز الإعلام الإلكتروني