كلنا نعلم بانه بعد ضم القرم الى روسيا ونشوب الحرب الاهلية في اوكرانيا قرر الغرب الضغط على روسيا اقتصاديا لاجبارها على التعامل مع المسالة حسب المقاييس الغربية. ونعلم ان امريكا بالاشتراك مع السعودية خفضت اسعار النفط مما تسبب باضرار بالغة للاقتصادين الروسي والايراني. ومن المنطقي ان تسعى الدول المتضررة لرفع اسعار النفط باية وسيلة بما فيها اختلاق ازمة تؤدي الى اضطراب السوق النفطية العالمية.
وافضل طريقة للوصول الى ذلك الهدف هو اغلاق مضيق باب المندب كليا عبر حرب تشتعل بالمنطقة، او جزئيا عبر استهدافها باعمال ارهابية.
ومن المعلوم ان الحوثيين سعوا بقوة للاستيلاء على باب المنب بدعم مباشر من ايران وذلك اثناء المفاوضات الاخيرة بين ايران والدول الكبرى بشأن برنامجها النووي وهذا مادفع السعودية للرد على ذلك وبعنف زائد وذلك لاضعاف موقف المفاوض الايراني ومن يظن ان المفاوضات تجري فقط بشأن البرنامج النووي يكون واهما. للحرب في اليمن ثلاثة ابعاد،
البعد الاول هو صراع سني- شيعي وهو الذي يراه الطائفيون واصحاب النظرات السطحية من عامة الناس.
والبعد الثاني هو اقليمي يتلخص بالصراع على مناطق النفوذ بين السعوية وايران وهو مايراه انصاف المثقفين والمحلليين السياسيين المبتدئين من ابطال القنوات الفضائية.
والبعد الثالث هو صراع على امتلاك منافذ البحار والمحيطات بين روسيا والغرب وهو مايراه رؤساء الحكومات والقادة العسكريين الكبار.
والعمق الرابع هو رغبة الحكومة العالمية الخفية ببسط سيطرتها على العالم وتثبيت حكم القطب الواحد. ولكل عنصر من عناصر هذه المكونات الثلاثة للازمة اهدافه التي يسعى لتحقيقيها من هذه الحرب لذا، فان النظر الى المشكلة اليمنية بمنظار فئة معينة دون الاخذ بعين الاعتبار مجمل مسببات المشكلة ستكون نظرة سطحية لن تساعدنا بالكشف عن الاسباب الحقيقية لما يتعرض له اليمن خاصة الوطن العربي بشكل عام من اضطرابات.
نظرة مختصرة بمنظار البعد الاقليمي للعدوان على اليمن ماذا تريد مصر؟ الكثيرون انتقدوا موقف مصر المؤيد للسعودية لدرجة انها ارسلت اربعة سفن حربية الى باب المندب للمشاركة في الحرب مصحوبة بتهديدات السيسي الموجهة ضد الحوثيين، ويتهمون السيسي بانه باع الجيش المصري للسعودية لمهاجمة العرب واسرائيل على بعد خطوات منه.
آن لنا ان نفهم بان مصر ليست دولة عربية ولا اسلامية وانها لاتعتبر اسرائيل عدوة لها. مصر دولة مصرية للمصريين وكل شعارات العروبة والاسلام التي ترفعها هي للتجارة فقط. مصر مع اسرائيل ضد العرب، ومع الغرب المسيحي ضد اليمن المسلم ومحركها الاول والاخير هو مصالح مصر الاقتصادية وليس الشعارات الطوباوية.
من المعروف ان حوالي 22 الف سفينة تمر سنويا من باب المندب باتجاه قناة السويس محملة بمختلف البضائع بما فيها اربعة ملايين طن من النفط يوميا. فان تعطل باب المندب تتوقف قناة السويس عن العمل وهذا يعني خسارة خمسة مليارات دولار تجنيها من عائدات قناة السويس سنويا. وهذا هو السبب الحقيقي لاشتراك مصر بالعدوان السعودي على اليمن.
اما السعودية التي تقود العدوان على اليمن فليس لها ناقة ولاجمل في هذه الحرب الا اضعاف العرب والمسلمين لانها على مر التاريخ لم تكن الا بؤرة فساد وتآمر على شعوب المنطقة لصالح اسيادها. والادعاء بانها تدافع عن امنها الذي يهدده الحوثيون كلام فارغ لان السعودية تحت الحماية الامريكية المباشرة ولن يتجرأ احد على تهديد امنها.