خاص بالقلم
بقلم /عباس الجمعه
ترتبط السياسة بالسيكولوجيا عبر علاقة عضوية تعود إلى البدايات الأولى للفكر الإنساني، أي إلى ما قبل تشكل المفاهيم النظرية لأي منهما، و بالعودة إلى أرسطو نجده يصنف السيوكولوجيا والسياسة والاقتصاد في إطار العلوم التطبيقية، معرفا الأخلاق على أنها علم دراسة السلوك الشخصي، والاقتصاد على أنه علم تدبير معيشة العائلة والسياسة ، لكن الطابع العضوي لهذه العلاقة يعود عمليا إلى حاجة السياسة الماسة لأية وسيلة تسهل الاتصال الذي يحتاج بدوره إلى أية معلومة تساهم في إكمال فعاليته و تدعيمها. ان علم النفس السياسي من أقل العلوم السياسية حظا في خضم البحث في ظواهر عالمنا المعاصر، لا لأنه ليس مفيدا، وإنما لأنه قد يتدخل باحثا عن الحقيقة العلمية في تركيب شخصية صانعي القرار، الفيزيولوجية والنفسية، وهو ما يؤدي إلى إحراج كبير للباحث في الظواهر السياسية عندها يستكمل بحثه باستخدام طرائق علم النفس السياسي ، إضافة إلى العلوم الإنسانية الأخرى التي تتعلق بهذه الظواهر، وفي غالب الأحيان كان البحث عن دوافع الرأي السياسي يتبنى المنهج الموضوعي، أي البحث في معطيات الوسط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي يعيشه الفرد، لكن البحث تطور إلى استكمال "الموضوعي" بالمنهج "الذاتي: الذي يغوص في أعماق البنية النفسية للفرد السياسي ، حيث تزداد أهمية "الذاتي" عندما ينتقل البحث من مستوى الأفراد العاديين إلى مستوى القادة السياسيين، لأن قرار القادة يؤثر على الأحداث والظواهر تأثيراً قوياً، بل قد يؤدي القرار إلى كوارث أو قد ينقذ بلدا ما من الكوارث، لأن القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية وادواتهم ببساطة يريدنا عبيدا لهم، ضعاف النفوس يسيطرون علينا من خلال مختلف العقد النفسية كالنظرة الدونية للذات، وعقدة الخوف والرهبة من الاحتلال وجبروته في كل زمان ومكان، ويريدنا مجتمعات تسيطر على حياتها كل أشكال الإحباط والكوابيس والهواجس محطمين ومنهكين في دوامة العنف والألم والغبن والتعاسة والفقر، حتى تُكبح إرادة شعوبنا في التغيير نحو الأحسن من أجل رد الاعتبار لذواتنا أو الافتخار بانتمائنا الحضاري أو فرض وجودنا بين الأمم الأخرى. ان القلق انواع، ومنه القلق الاجتماعي، ففي الوقت الذي ما زل الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال والارهاب ، والشعوب تعاني القهر والاضهاد والذل والهوان وإغتصاب الحقوق والقتل والتجريم وكل أنواع الظلم ، رغم الصبر والحلم والمثابرة والنضال ، وهم يقدمون الشهداء والمناضلين ، تمضي الأيام ونحن نتابع الأحداث ،ونجد أنفسنا لا نفكر بأي شأن لنا مثلما يشغلنا ما يحدث في فلسطين من قمع وقهر وقتل وكسر للإرادة باستخدام وسائل الإذلال من جانب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وما يجري في دول المنطقة، من ارهاب تكفيري وقهر وامتهان الإنسانية والإذلال واعدامات وسبي للنساء تكشفها الصور التي أثارت الكثير من المشاعر المختلفة سواء في الدول العربية ودول العالم فإن هناك المثير من التساؤلات تدور بالأذهان .
وإذا نظرنا إلى ما يحدث وما تقوم وسائل الإعلام بنقله إلى كل أرجاء العالم وما يتضمنه من مشاهد عنف ودمار قاسية تثير المشاعر لكل من يشاهدها وتتجاوز حواجز الحدود واللغة، وينشأ عنها آثار نفسية سلبية عميقة مثل مشاهد التعذيب والقتل و العنف والتدمير و التهديد والتعرض للضغوط الفردية والجماعية في صورة القهر والظلم الذي يفرضها الاحتلال وحلفائه من قوى الارهاب التكفيري الظلامي ، من اجل وصول الشعوب الى حالة الإحباط العامة وفقدان الأمل ، كل ذلك يؤدي إلي ظهور حالات الاضطراب النفسي وتفاقمها ويتبع ذلك مضاعفات وخيمة، وبالرغم من أن أوضاعاً مشابهة قد تحدث في مناطق أخرى من العالم نتيجة للتعرض لكوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات ونتيجة للحوادث الفردية والجماعية فإن الأطباء النفسيين يلاحظون أن نوع الأزمات التي هي من صنع الإنسان مثل الحروب والقمع والحصار والعقاب الجماعي والتعذيب والقهر تفوق في تأثيرها المدمر على الأفراد والجماعات الأزمات التي تنشأ من ظروف طبيعية لا دخل للإنسان فيها ولا سلطان له عليها، وتكون محصلة التعرض لضغوط هائلة نتيجة لهذه الأعمال الرهيبة ظهور حالات نفسية شديدة يعاني منها أعداد كبيرة من الناس بما فيها المحللين السياسيين .
امام ذلك اصبح المواطن مشدوداً باتجاهين متقابلين في الوقت نفسه، اتجاه النوازع والولاءات والواقع الاجتماعي ، فضلاً عن تأثير هذا الانشداد على الاوضاع النفسية ، وخصوصاً لدى الشباب الذي يعتبر ان لا وجود لاستقرار امني او اطمئنان في ظل حالة صعبة من القلق والضياع والخوف من المجهول ، فهل هناك حياة سياسية او اجتماعية او اقتصادية من غير حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية . ان ما يثير العديد من التفسيرات والتباينات المختلفة حول طبيعة شخصية الانسان السياسي وارتباط ذلك بالإطر الوطنيه والاجتماعية المحيطة به وإحساسه بالقدرة والكفاءة علي التأثير في صنع القرار ومدي فهم المجتمع المحيط لمحركات تفاعله السياسي, في ظل متغيرات تؤثر في أدائه السياسي من حيث انتمائه الوطني باعتباره عامل محفز له في تدعيم البناء النفسي له سياسيا. لذلك فأن التأثير السلوكي مثل التأثير في اتخاذ مواقف سياسية محددة ،هي نتيجة تتفق مع نتائج دراسات سابقة حول ضعف الأداء السلوكي وهو ما قد يفسر انخفاض نسب المشاركة المختلفة بين الجمهور حددتها الدراسة مثل سيولة الواقع السياسي ، ولكن يطرح السؤال ونحن علي أعتاب تطورات نعيشها هل استطعنا قراءة هذه المكونات النفسية التي هي مفتاح التحكم في أداء المفهوم السياسي من قبل الفئة التي من المفترض أن يعول عليها المجتمع في ظل ما يشهده من تطورات متصلة بمسارات وحركات التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان والمشاركة الشعبية السياسية في صنع القرارات, وخاصة بعد ان أصبحت هناك نظرة نسبية جديدة على ضرورة ايجاد سياسي فاعل في المجتمع يؤثر فيه من خلال مشاركته في جوانب سياسية واجتماعية بعيدا عن حبه للمناصب على حساب الشعب، وهذا يعني ايضا إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة في مجال العمل السياسي, إذ لابد من تعزيز هذا النظام بحزمة من الإجراءات والتدابير لمساندة المناضلات في العمل السياسي, ودعم دورهن في كافة المجالات واعطائهن حقوقهن وايجاد وتأهيل الكوادر النسائية وتشجيع المشاركة الواعية للمرأة من
خلال التعرف علي عناصر البناء النفسي المكون لشخصية المرأة سياسيا في ظل ما تحتاجه المرحلة الراهنة. وبالطبع هذه ليست مسألة يسيرة لأنها تحتاج الي جهد تراكمي والإيمان عن قناعة بجدوى وأهمية تبني القيم الإيجابية من خلال قراءة في علم النفس السياسي في المجتمع على أساس علمي يرصد قواعد معرفية دقيقة ومتنوعة ، مع بحث صيغ العراقيل التي تحول دون تحقيق التفاعل, وقبل هذا وذاك ربما يحتاج البعض إلي مراجعة بعض القناعات في صياغة المجتمع بدلا من الاكتفاء بشعارات واهية, هذا إذا أردنا مستقبلا أفضل للشعب الفلسطيني والشعوب العربيه يضمن العدل والمساواة والتقدم للجميع. ونحن اليوم نرى ان الحديث عن الأزمات في فلسطين والمنطقة دائمة في أيِّ طرحٍ سياسي.
وهو يندرج في خانة الفعل السلبي الذي يُضيف إلى الوعي أشياء جديدة أحياناً، من دون أن يكون له فعل عملي يسهم في إخراج الناس من الدوامة التي تدور بهم وتكاد تطحنهم. وإذا نظرنا إلى ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي تقوم وسائل الإعلام بنقله إلى كل أرجاء العالم ومايتضمنه من مشاهد قاسية تثير المشاعر لكل من يشاهدها وتتجاوز حواجز الحدود واللغة، وينشأ عنها آثار نفسية سلبية عميقة مثل مشاهد العنف والتدمير وصور الجرحى من الكبار والصغار وتوديع الشهداء ، يشير ان الشعب الفلسطيني يتعرض لشتى انواع القهر والظلم الذي يفرضه الاحتلال، تحت التهديد والتعرض للضغوط الفردية والجماعية ،اضافة الى حالة الإحباط العامة وفقدان الأمل مع الوقت في الخروج من الأزمة التي يمثلها الوضع الحالي .. كل ذلك يؤدي إلى ظهور حالات الاضطراب النفسي وتفاقمها ويتبع ذلك مضاعفات وخيمة، وبالرغم من أن أوضاعاً مشابهة قد تحدث في مناطق أخري من العالم نتيجة للتعرض لكوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات ونتيجة للحوادث الفردية والجماعية فإن الأطباء النفسيين يلاحظون أن نوع الأزمات التي هي من صنع الإنسان مثل الحروب والقمع والحصار والعقاب الجماعي يفوق في تأثيرها المدمر علي الأفراد والجماعات الأزمات التي تنشأ من ظروف طبيعية . من هنا نؤكد على دور الحركة الثقافية التقدمية لمواجهة طبيعة تحولات المرحلة، إذ أصبح الكلام يتم عن: التغيير، البديل، الثورة الثقافية، المثقف العضوي، البنية السطحية، البنية العميقة، الطبقة الكادحة، الوعي العمالي إلخ.. ولم يغب عن هذه المجلات إيلاء قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، المكانة المستحقة. للإنسان فيها ولا سلطان له عليها.
ان الأزمة التي نعيشها موضوع الحديث هنا هي "أم الأزمات" كلّها، فلو كانت هناك حياةٌ سياسية سليمة وعدالة وديمقراطية لم نصل الى ما نحن فيه ، حيث تصبح البرامج والأهداف قابلةً بذاتها للحياة، وأن تفكيك الأزمة يبدأ بالشجاعةِ في مواجهتها، والبحث في مكوّناتها من أجل إنهائها. ان حالة الخوف وتأثيرها على الانسان تؤدي يشكل كامل الى حالة نفسية وعلى النشاط السياسي من خلال فقدان الثقة في معرفة الحقائق وحتى الوقائع، فالتطبيل والتزمير والكذب المفضوح من قبل أشخاص يعرف القاصي والداني كيف يعيشون وأين يصبّون غنائمهم، تفتقد الناس الثقة بهم ويفقدون الإيمان أيضاً بمعناه النفسي العميق الذي يستبطن الأمل، عكسه الكفر، أيضاً بمعناه النفسي العميق، وكلُّ ماهو عام و جمعي واجتماعي، ومن دون توفّر الإمان لا يُمكن الاندفاع نحو العمل السياسي، من دون هذا النوع من الإيمان يعيش الإنسان بحالة سلبيه تؤثر على ذاته، لهذا لا بد من مواجهة الذات ، من خلال انطلاق العمل السياسي وانتعاشه، بعيدا عن الانتهازية وانتظار المكرمات وشراء المواقف وبالمزاد العلني ، أو التحوّل إلى مجرّد نخبة تعجب بها الناس من دون أن ترتقي إلى مستوى عمل سياسي، وعلى مستوى التضحية في سبيل الشعب. عند ممارسة احدنا للسياسة غالباً ما يجد نفسه منخرطاً مع الجهة الأقرب اليه، ولكي يصبح فاعلاً فيها يجب أن يدافع عنها ويمتدح كل تصرفاتها، فلا مكان في المكونات السياسية عموماً للموضوعية، وهذه هي الصعوبة التي تواجه الكثير في العمل من خلال المكونات السياسية، حيث يذهب الطموح السياسي أدراج الرياح، مما يعاني السياسي المناضل منه صراع طويل مع النفس ، سواء الشخصية أو السياسية أو العامة، إضافة الى كل ما يتعارض مع حلمه من حرية وعدالة، لذلك أقول اذا كان الثمن للمنصب هو السكوت، فلا يجوز للمناضل ان يسكت، لأن المنصب لن يغير ولن يسعى الى تحقيق حلمه.
وفي ظل هذه الاوضاع نرى ما يتعرض له الاسرى والاسيرات البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني من واقع الحياة القاسيه ، لأن المستهدف هو الروح والعقل ، الا ان اصرارهم على اتنزاع حريتهم من براثن الوحش الصهيوني العنصري وجلاديه وصيانة حقوقهم الانسانية والاجتماعية والمدنية وكرامة اسرهم الصامدة التي تتحدى ظروف الحياة وعسف وجبروت الاحتلال ، تتطلب ان تبقى قضية الاسرى وحقوقهم ، قضية سياسية وقانونية يكفلها القانون الدولي والانساني قبل كل شيء ، الامر الذي يتطلب الاتعاظ من التجارب السابقة التي اجحفت بحقوق اسرى الشعب والامة الابطال الذين ما زالو يدفعون الاثمان المضاعفة بسبب خداع الاحتلال وصلفه وعنجهيته ، وضربه عرض الحائط باتفاقية جنيف الرابعة ، وشرعة حقوق الانسان التي تعتبر اسرى النضال ضد الاحتلال ، اسرى حرية يكفل القانون الدولي حقوقهم السياسية والقانونية والانسانية.
من هنا ارى ان مواجهة ما تتعرض له شعوبنا يتطلب رسم لوحة جميلة تحمل كل الألوان التي تعبر عن شعور الانسان وحالته النفسية، ، ومن الممكن أن يشعر الانسان بإحساس مختلف تبعاً لتقبّل نفسيته للألوان ومقدار تأثره بها، وعند رؤية الألوان وتمازجها في العمل الفني حتماً سيُحدث ذلك ردّة فعل نفسية عند المتلقي إيجاباً أو سلباً، فانطباع الألوان التي نقلتها العين سيؤثر في نفسية الإنسان ، لأن لكل لون ماهية ورونقاً يتصف بهما، فالعين عندما تلتقط الألوان وترسلها إلى الخلايا الدماغية ومنها إلى الأعصاب فحتماً سيكون لها تأثير في شعور الإنسان النفسي وارتفاع توتره أو انخفاضه أو بقائه في الحد الطبيعي، فالأحمر يزيد التوتر النفسي على عكس الأخضر الذي يهدئ الأعصاب، ولا أعتقد أن للألوان تأثيراً علاجياً عضوياً ولكنْ لها تأثير نفسي مثل سماع الموسيقا أو النظر إلى القمر أو التأمل وغيرها، وبالتالي تنقل هذا التأثير إلى حالته الجسدية من حيث آلية عمل الدماغ وزيادة حيوية الجسم، باعتبار ان للألوان ودورها الحيوي في الفن ،وخاصة عندما يرى الانسان طبيعة الصورة بين أشجار وأزهار تتصف نفسيته بالهدوء والراحة نتيجة تأثير ألوان الطبيعة في حالته النفسية على عكس من يسكن المدن والطوابق المرتفعة حيث تكون غالباً نفسيته تتصف بالتوتر والانفعال، وهذا يعطي دلالة على مدى الفائدة النفسية التي يجنيها الإنسان من اختلاطه بألوان الطبيعة، وبالتالي انعكاس تأثير الألوان يكون نفسياً على حالة الإنسان أكثر من كونه علاجياً للجسد. وامام كل ذلك لا بد لكافة الاحزاب والقوى والفصائل المراجعة الفكرية والنقدية لإيديولوجيته ومبادئها ، لتجديدها وترسيخها وإعادة صياغتها في حلة جديدة، منقحة وهي الانحياز المطلق لجماهير الشعب الكادحة والمقهورة، والمواجهة الشجاعة والمنهجية لقوى الاستغلال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، وأيضا وأساسا في مواجهة القوى الظلامية الدينية، المسيسة والمحرفة للإسلام لحنيف، والمنادية بالتكفير ضدا على التفكير..
والإسلام براء من هذه الجاهلية الجديدة، هكذا تبدو الحاجة ماسة إلى التجديد، وثقافة جديدة، حتى لا يضيع دم التي تقدمه الشعوب ومقاومتها، كما عليها أن تضع حد للفراغ الرهيب في المجال الثقافي، ولن يملأ هذه المهمة إلا المثقفون الملتزمون والمتشبعون بفكر حداثي بعيد عن الانتهازية، التي باتت تطبع كل حركة من حركات العمل داخل المجتمع، فنشر الثقافة تقوي دور العقل والمعرفة، وتحارب أيضا قيم التخاذل والفساد، انها رحلة طويلة وصعبة، ولكنها ليست مستحيلة، بل رحلة ممتعة.
وبعد توصلي الى تلك المعادلة في ممارستي للسياسة وجدت ولمست أن قلمي وكلمتي ورأيي يساهم في التغيير لانني مؤمن بعدالة قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ، ولابد أن نصر على التخلص من الخوف أو من الاستسلام ، فها هم الشباب الذين يبدون الجرأة والتحدي للاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين يؤكدون بنضالهم مواجهة المواقف الصعبة ، وفيه أيضاً مفهوم الجسد الواحد الذي يدعو إلى تضامن وتكافل ومساندة غير مشروطة في مواجهة العدوان المتمثل في العنف المباشر والحرب النفسية. ختاما لا بد من القول: :
لا بد من دعوة جادة للتحرك العملي الإيجابي في مواجهة الازمات نرى أن لكل منا دوراً تجاهها حسب موقعه وتخصصه ، من اجل العلاج الطارئ للآثار النفسية التي يتعرض لها شعبنا وشعوب المنطقة، ونأمل أن يكون هناك تحرك مماثل لتضميد الجراح النفسية ، لأن لا أحداً يعلم ما يحمله المستقبل لكن الثبات والصبر وإرادة الحياة والتمسك بالحق والتضحية من أجل المبادئ والقيم والثوابت واستعادة الارض ومواجهة الارهاب تتطلب التضحية رغم التعرض للعنف والظلم والخسائر والمواقف الصعبة والحرب النفسية ،كل ذلك لابد أن يغير هذا الواقع الأليم الذي يعيشه الإنسان في فلسطين ودول المنطقة ، ولابد أن تشرق الشمس يوماً على المنطقة بواقع جديد يتم فيه تصحيح هذه الأوضاع، من خلال أن يختبر الإنسان الألوان بنفسه لاستكشاف ما إذا كان لها أي تأثير إيجابي على حالته النفسية ومدى قدرتها في نقل ذلك التأثير إلى الجانب العضوي.
كاتب سياسي