جاء في تقرير نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأميركية حول ضرورة احتواء "داعش":
حان الوقت لنتأمل أمراً مزعجاً لكنه وارد الحدوث: ماذا نفعل لو أن "داعش" انتصر؟ أي أن يحكم سيطرته على الأماكن التي يحتلها وينجح في منع القوى الخارجية من تقليص نفوذه وتحطيمه، ماذا سنفعل لو أن "داعش" أصبح دولة حقيقية وصار قوة حقيقية على الأرض؟ .
ورأى أستاذ الدراسات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية والت، ، أن دحر "داعش" والقضاء عليه يتطلب تدخلاً خارجياً واسع النطاق، لكنه أوضح أن ذلك لن يحدث إلا عندما توافق عدة دول عربية على تشكيل قوة تحالف تضم آلاف المقاتلين لخوض المعركة لأن الولايات المتحدة لن ولا يجب عليها خوض معركة نيابة عن دول سوف تكون استفادتها من الحرب أكبر من الفائدة التي سوف تعود على الولايات المتحدة نفسها.
وبرر والت في التقرير، الذي نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الممولة من السعودية مقتطفات منه، منطقه بالدعوة لاحتواء "داعش"، بالقول: "من واجب المرء ألا يخطط فقط لما يريد حدوثه لكن أيضاً عليه أن يدرك أن هناك احتمالاً ألا يستطيع تنفيذ ما يريد، أو على الأقل لا يستطيع تنفيذه بالشكل الذي يراه مقبولاً".
وتساءل: ماذا نفعل لو أن "داعش" نجح في التشبث بمناطق نفوذه وأصبح دولة حقيقية؟ يجيب بأسون أنه سوف يتوجب على أمريكا وغيرها من الدول أن تتعامل مع "داعش" بنفس الشكل الذي تتعامل به مع غيره من الحركات الثورية التي بنت دولاً، أي أن تتبع سياسة الاحتواء. أوافق على هذا الرأي».
واعتبر والت أن الأجانب الذين توافدوا للاشتراك في الحرب تحت راية "داعش" لا يشكلون سوى جزء ضئيل من مسلمي العالم، ولا تنبئ رسالة "داعش" المتعصبة بأي فرص لدعم كبير من سكان هذا العالم الواسع المتنوع.
و قلل والت من أهمية "داعش" عبر الجزم في عدم امتلاكه القدرة على التمدد غرب العراق وشرق سورية، مؤكداً أن المصادر والقوى الاقتصادية للتنظيم تعتبر محدودة، فقوته العسكرية رغم تماسك قيادتها، لا تشكل قوة عظمى ولا حتى قوة إقليمية.
و دعا إلى أخذ العبر من محاولة دول العالم نبذ حركات العنف واضطرارها في النهاية للاعتراف بها بعد أن ثبتت نفسها في الحكم.
من ناحية اخرى
أعلنت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن الكونغرس يتجه نحو خفض تمويل برنامج سري تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي. آي. إيه" لتدريب وتسليح مايسمى"المعارضة السورية".
ويختلف برنامج الاستخبارات عن برنامج وزارة الدفاع، والذي أعلنت عنه الإدارة الأميركية رسمياً، وقالت إن هدفه "تعزيز فصائل المعارضة السورية المعتدلة، لكنه لم يبدأ فعلياً بعد.
وأضافت الصحيفة: إن لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، أقرت بالإجماع تخفيض بنسبة 20 بالمئة التمويل المخصص لبرنامج "سي. آي. إيه" الذي وصفه مسؤولون أميركيون، بأنه أحد أكبر العمليات السرية التي تتبناها الوكالة الأميركية، والذي تقدر ميزانيته بما يقرب من مليار دولار.
ونقلت عن النائب الديمقراطي آدم شيف، أحد أبرز أعضاء اللجنة، قوله: "هناك قلق متزايد بين أعضاء الكونغرس، من الحزبين إزاء الإستراتيجية الأميركية تجاه سورية"، مشيراً إلى أن هناك شعوراً متزايداً بالتشاؤم إزاء قدرة الولايات المتحدة على المساهمة في صياغة الوضع في سورية بعد انتهاء الأزمة الدائرة حالياً.